قرر الاتحاد الأوروبي منع الشركات المنتجة للقاحات المضادة لفيروس كورونا من تصدير اللقاحات إلى خارج دوله بدون ترخيص مسبق، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من صراع دولي على إمدادات اللقاح.
وقال فلاديس دومبروفسكيس نائب رئيس المفوضية الأوروبية إن الغاية من هذا القرار هي تأمين العدد الكافي من اللقاحات لمواطني دول الاتحاد الأوروبي، مطالبا شركات صناعة الأدوية باحترام الجداول الزمنية لتسليم اللقاحات.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أن سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقوا على اقتراح المفوضية وضع خريطة جديدة للمناطق الأكثر تضررا من الفيروس، وفرض قيود أكثر تشددا على التنقل في هذه المناطق.
وتأتي هذه التوصيات غير الملزمة لمواجهة النسخ المتحورة من الفيروس، مع تجنب إغلاق الحدود أو فرض حظر عام على السفر.
وتم تقسيم الدول نظريا إلى مناطق خضراء وصفراء وحمراء، وفقا لمعدلات الإصابة، حيث يغلب اللون الأحمر على الخريطة لارتفاع معدلات الإصابة.
وأوصت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة أمس الجمعة بتشديد قيود السفر، بما في ذلك عدم القيام برحلات السفر غير الضرورية من وإلى المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إغلاق بلاده لحدودها بدءا من الأحد أمام الرحلات الآتية من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك حظر سفر الفرنسيين والمقيمين من فرنسا إلى دول غير أوروبية "ما لم يكن هناك مسوّغا قاهرا".
من جهته، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدم فرض حجر صحي كامل في البلاد، وأشار إلى ضرورة تشديد حضر التجول إضافة إلى إغلاق الحدود مع خارج الاتحاد الأوروبي.
وأكد ماكرون أهمية تشديد الرقابة على القادمين من داخل الاتحاد بإلزامية الفحوصات السلبية لاختبار (PCR)، وتكثيف حملات الفحوصات والتلقيح في البلاد.
وحظرت ألمانيا اعتبارا من اليوم السبت الدخول عبر البر والبحر والجو لغالبية الأشخاص من 5 دول تشهد تفشيا واسعا لنسخ فيروس كورونا المتحورة.
ويستمر الإجراء مبدئيا حتى 17 شباط/فبراير، ويشمل المملكة المتحدة وأيرلندا والبرازيل والبرتغال وجنوب أفريقيا ويهدف إلى "حماية سكان ألمانيا"، وفق ما جاء في وثيقة لوزارة الصحة. ويشمل الحظر الدخول عبر الجو والحافلات والقطارات، لكن توجد استثناءات عدة.
ويسمح للألمان والمقيمين في ألمانيا بالعودة إلى البلاد، كما لن تتأثر حركة عبور الركاب إلى وجهات أخرى وكذلك حركة الشحن.
وتطاول الاستثناءات أيضا دخول العاملين في المجال الصحي ووظائف أخرى ضرورية حاليا.
وبرزت مخاوف مع ظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا في بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا يظن أنها أكثر قابلية للانتشار.
منظمة الصحة العالمية
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن اللقاحات ضد الوباء تقدم فرصة ثانية للتحكم بالوباء، ولذا لا يجب على العالم أن يبددها.
وأضاف -في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف أمس الجمعة، بمناسبة مرور عام على إعلان حالة طوارئ صحية دولية بسبب الوباء- إن اللقاحات من شأنها أن تجعل الجميع يدرك الانعدام في المساواة، مشيرا إلى أن النظرة الوطنية للقاحات ربما تكون مفيدة لبعض الدول على المدى القصير؛ لكنها لن تكون مفيدة على المدى البعيد، لأن الوباء لن ينتهي إلا إذا انتهى في جميع أنحاء العالم.
ووجه مدير عام منظمة الصحة نداءات إلى شعوب الدول، التي تحصل على كميات كبيرة من اللقاحات بدون النظر إلى بلدان أخرى، أن يطالبوا حكوماتهم بأن تتشاطر اللقاحات مع البلدان الأخرى.
لقاح "أسترازينيكا"
في خضم جدل متصاعد بشأن التأخر في تسليم الجرعات، أعطى الاتحاد الأوروبي موافقته على استخدام لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca) لفيروس كورونا.
واعتمدت وكالة الأدوية الأوروبية أمس الجمعة لقاح أسترازينيكا لجميع الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، قائلة إنها تعتقد أن اللقاح مناسب أيضا لكبار السن، في وقت تنتقد بروكسل الشركة لتأخرها في عمليات التسليم.
وصار لقاح أسترازينيكا الثالث، الذي يحصل على الضوء الأخضر من الوكالة الأوروبية للأدوية بعد لقاحي "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) في 21 ديسمبر/كانون الأول، و"مودرنا" (Moderna) في 6 يناير/كانون الثاني.