(موقع القدس العربي)
رغم استمرار جهود توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، إلا أن القارة الأوروبية ما زالت تواجه زيادة كبيرة في الإصابات والوفيات.
وفيما تعطي تطورات صناعة تلك اللقاحات بارقة أمل للمجتمعات، فإنها تسبب أيضا توترا وقلقا نتيجة ظهور السلالات الجديدة من الفيروس، وفقا لمسؤول بمنظمة الصحة العالمية.
وقال هانز كلوج، مدير فرع المنظمة في أوروبا، في مؤتمر صحافي عقده الخميس في جنيف، إن “التوقعات المتزايدة بشأن تطوير اللقاحات المضادة للفيروس تسبب توترات في المجتمعات مع تزايد الإصابات والوفيات”.
وأضاف كلوج: “لقد فقد أكثر من 700 ألف أوروبي أرواحهم بسبب فيروس كان له تأثير وحشي على اقتصاداتنا وصحتنا العقلية وتعليمنا وحياتنا الخاصة والمهنية وعلاقاتنا”.
وأشار إلى “وفاة أكثر من 38 ألف شخص في أوروبا الأسبوع الماضي فقط، بسبب الفيروس”.
ولفت إلى وجود توترات في المنطقة بشأن اللقاحات وتوزيعها، حيث يواجه قادة الدول وصناع الأدوية خلافات حول توفير اللقاحات.
وتابع كلوج بالقول: “إننا نواجه مفارقة فيما يخص الجائحة، فبينما توفر اللقاحات أملا رائعا، فإن السلالات الجديدة (من كورونا) المقلقة التي ظهرت حديثا تثير المزيد من عدم اليقين والخطر”.
والأربعاء، فشل ممثلو الاتحاد الأوروبي وشركة “أسترازينيكا” لتصنيع الأدوية (بريطانية سويدية)، في حل الخلاف القائم بينهما حول مسألة توريد الشركة لقاحها المطور ضد فيروس كورونا.
وأثار الخلاف بين “أسترازينيكا” والاتحاد الأوروبي مخاوف بشأن تأمين اللقاحات، حيث تسعى الدول لإنهاء الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية للتأكد من الحصول على أكبر عدد ممكن من اللقاحات.
وجاء الخلاف بين الجانبين بعد أن رفضت “أسترازينيكا” اتهام الاتحاد الأوروبي بأن الشركة فشلت في الوفاء بالتزاماتها لتسليم لقاح الفيروس.
وتقول الشركة إن الأعداد الواردة في عقدها مع الاتحاد الأوروبي كانت أهدافا لا يمكن تحقيقها بسبب مشكلات في التوسع السريع في الطاقة الإنتاجية.
وقالت ستيلا كيرياكيدس، عضو مفوضية الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن الصحة، عبر تويتر، إنها بحثت مع باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي للشركة، مسألة تأمين لقاح “أسترازينيكا”، المتوقع أن تتم الموافقة عليه للاستخدام في الاتحاد هذا الأسبوع.
الطفرة تثير قلقا متزايدا
وفي السياق، قال كلوج إن 35 دولة في المنطقة الأوروبية بدأت في تلقيح سكانها، وقدمت 25 مليون جرعة حتى الآن ، مضيفًا أن الإجراءات أظهرت “الفعالية والأمان” في عملية التلقيح.
وأضاف: “التوقعات المتزايدة بشأن (تطور) العلوم وتطوير اللقاحات والإنتاج والتوزيع العادل لا يتم الوفاء بها بالسرعة التي نرغب بها جميعًا”.
وأشار المسؤول بالمنظمة العالمية أن “المجتمعات باتت تشعر أن نهاية الجائحة باتت وشيكة مع وجود لقاح مضاد لها”.
لكن في الوقت نفسه، أوضح كلوج أن “دعوة السكان إلى الالتزام بإجراءات تقييدية في مواجهة تهديد جديد (سلالات كورونا الجديدة) يسبب التوتر والقلق والإرهاق والارتباك”.
وذكر أن “استمرار المعدلات المرتفعة لانتشار العدوى وسلالات كورونا الجديدة المثيرة للقلق، جعلت مهمة تطعيم المجموعات ذات الأولوية أكثر إلحاحا”.
ولفت أنه في غضون يومين سيمر عام على إعلان منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس كورونا يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، وهو أعلى مستوى تحذيري لدى المنظمة.
والأربعاء، تجاوز عدد الإصابات العالمية الـ 100 مليون حالة، وفقًا لجامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، ثلثهم في المنطقة الأوروبية.
التعاون في عملية التلقيح
على الصعيد ذاته، قال سيدهارتا داتا، مدير برنامج الأمراض بمنظمة الصحة العالمية: “لقد سمعنا من شركتي أسترازينيكا، وفايزر عن تأخير في وحدات التصنيع”.
وشدد داتا على ضرورة أن تكون هناك “مسؤولية مشتركة بين الحكومة والجمهور والمؤسسات الخاصة، حتى يتمكن الجميع من العمل معًا”.
وأكد أنه “لا يمكن لأحد تقديم هذا النطاق الكامل للتطعيم بمفرده”، مضيفًا أنه يجب أن يتحمل الجميع مسؤولية “المشاركة وضمان إمكانية معالجة هذه التحديات”، مع طرح اللقاحات وإنتاجها.
وفي سياق منفصل، أشاد مدير فرع الصحة العالمية في أوروبا، بالمكتب الإقليمي الذي افتتحته المنظمة في مدينة إسطنبول التركية، للتعامل مع الحالات الإنسانية والصحية العاجلة، بدعم من الحكومة التركية.
وأضاف أن المركز الذي تم افتتاحه في سبتمبر/ أيلول الماضي، سيخدم 53 دولة في المنطقة، معتبرا أنه “مورد إضافي متاح لبلدان المنطقة”.
وحتى السبت، تجاوز عدد الإصابات 103 ملايين و45 ألفا، منها أكثر من مليونين و225 ألف وفاة، وما يزيد على 74 مليونا و615 ألف حالة تعاف وفق موقع “ورلدوميتر”.