يستمر الجدل في الولايات المتحدة حول رفع أو تخفيف إجراءات مكافحة "كورونا"، حيث تحول إلى انقسام سياسي يقترب من أن يصبح حزبياً بين مؤيدي إعادة عجلة الاقتصاد والمتخوفين من أن يؤدي التراخي إلى موجة ثانية من العدوى، خصوصاً بعد تأييد تظاهرات ضد العزل من الرئيس دونالد ترامب، الذي يخشى تداعيات سلبية على وضعه السياسي إذا تواصل تضرر الاقتصاد.
وفي وقت يتصاعد الاستياء إزاء التكلفة الباهظة لتدابير العزل على الاقتصاد، تظاهر مئات الأميركيين في أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة برفع إجراءات الإغلاق المفروضة لاحتواء فيروس "كورونا"، بتشجيع من الرئيس دونالد ترامب الذي بدا أنه يبرر الاحتجاجات في بلاده، قائلا إن "بعض الحكام ذهبوا بعيدا جدا في إجراءات الحجر" التي أدت إلى ارتفاع كبير في عدد العاطلين عن العمل بكل أنحاء البلاد وحرمان العديد من الناس من أي مصدر دخل.
بالمقابل ثلثي الأميركيين أبدوا في الواقع مخاوف من أن ترفع تدابير الحد من انتشار الفيروس في وقت مبكر وليس متأخرا، حسبما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بيو" أخيرا.
الصين تكشف سر الحالات الاولى بالفيروس
أما في الصين نفى يوان زيمينغ مدير المعهد لعلم الفيروسات في ووهان، بشكل قاطع أي مسؤولية. حيث "من المستحيل أن يكون هذا الفيروس صادرا عنا. لا يمكن للإنسان تصنيع فيروس معقد مثل كورونا، وهذا الأمر يتخطى قدرة وذكاء البشر. نعرف تماماً أي نوع من الأبحاث تجري في المعهد وكيف يتم التعامل مع الفيروسات والعينات".
وتابع: "من حيث موقع المعهد في ووهان، لا يمكن للناس إلا أن يقيموا رابطا"، منتقداً "وسائل الإعلام التي تحاول عمداً خداع الناس، بتوجيه اتهامات مبنية على مجرد تكهنات من دون أدلة".
بدورها نشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية السجلات الطبية للحالات السبع الأولى التي أصيبت بـ «كورونا» في ووهان.
حيث أوضحت بتقريرها، إن تشانغ جي شيان، مديرة قسم الجهاز التنفسي بمستشفى الطب الصيني التقليدي والغربي المتكامل في مقاطعة هوبي، استقبلت خلال الفترة من 26 إلى 29 من ديسمبر 2019، على التوالي، 7 حالات من الالتهاب الرئوي غير المبرر.
وأضافت أنه، حسب خبراتها العالية وتعاملها مع الوضع الوبائي للأمراض المعدية، اكتشفت أولا علامات وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد، وكانت أول من دقّ ناقوس الخطر، وأثار إنذار الوقاية من الوباء ومكافحته.
وفي سجل استشاري قدمته تشانغ، تم إدخال المريض إلى المستشفى في 27 ديسمبر 2019، وكانت الاستشارة في 29 ديسمبر.
وجاء في التعريف عن حالة المريض: «تم إدخاله إلى المستشفى بعد 10 أيام من الحمى وثلاثة أيام من تفاقم حالته، الرئتان تعانيان من أصوات تنفس سميكة، والجزء الأسفل من الرئة اليسرى يعاني من أصوات رطبة، والأطراف السفلية غير منتفخة... تم العلاج المضاد للعدوى».
وأضاف التعريف أن الأشعة المقطعية للرئتين أظهرت العديد من الآفات المعدية بظلال زجاج بلوري.
وأفادت تشانغ بأنها الحالة الرابعة، وهي الحالة الأكثر خطورة، وبالإضافة إلى هذه الحالة، كان يوجد ستة أشخاص آخرين لديهم أعراض مشابهة.
وذكرت تشانغ أنه في البداية، اعتقدت فقط أنه قد يكون مرضا معديا، لكنها لم تتوقع أن الوباء يتفشى بصورة سريعة وواسعة.
وأشارت مديرة قسم الجهاز التنفسي إلى أن استجابة مركز السيطرة على الأمراض بحي جيانغهان لمدينة ووهان كانت سريعة جدا، مؤكدة أنه تم الإبلاغ عنها ظهر 27 ديسمبر، وتم إجراء مسح وبائي بعد ظهر ذلك اليوم، وجمع الدم ومسحات البلعوم للمريض. وأوضحت أن استجابتهم كانت في الوقت المناسب تماما.
وفيما يتعلق بشكوك العالم الخارجي حول ما إذا كان الفيروس عرضة لخطر الانتقال من شخص لآخر، قالت تشانغ: «من أجل فهم طبيعة المرض، عندما لا تكون الأشياء مفهومة تماما، لا يمكن قول الكثير، يجب أن يكون البحث العلمي جاداً من الناحية العلمية».

