عام وأكثر مرّ على تخبط لبنان بأزمته الصحية كباقي الدول. تفاقمت الأعداد ولامست الآلاف في اليوم الواحد...
تصارعت الدول على انتاج لقاح علّه يخفف من الأزمة الصحية أو يقضي عليها. ولبنان وإن دخل متأخراً للحصول على حصته من اللقاح، إلا أنّ وزارة الصحة اللبنانية حققت نجاحاً يحسب لها في تأمين حق اللبناني بالحصول على اللقاح... لكن مهلاً هل فعلاً يريد اللبناني أن يأخذ اللقاح؟
المشهدية اللبنانية "الصحية" انتقلت من إحصاء لأعداد يومية ومن طبيعة الفيروس المتحور، إلى إشكالية أخذ اللقاح او عَدَمِه.
اللقاح المنتظر والذي بدأت طلائعه بالوصول على دفعات الى لبنان، هو "فايزر"، من أولى اللقاحات التي حصلت على المصادقة من منظمة الصحة العالمية. يحتوي هذا اللقاح على "أنزيمات" تساعد تحفيز الجسد على انتاج بروتين "سبايك" الذي يولّد استجابة مناعية للجسد حائلاً دون التقاط العدوى وحمايته.
وكانت قد أطلقت منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية منصّة "covax"، وهي منصة لضمان توفير اللقاح ووصوله بإنصاف إلى كافة المواطنين في العالم.
وبدورها، وتشجيعاً لأخذ اللقاح، عمدت منظمة اليونيسيف إلى تشجيع المواطنين على أخذه من خلال حملة إلكترونية، اطلقتها مع تحدٍ تحت شعار "#vaccinated".
أمّا في لبنان، فقد أكّد وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور حمد حسن، في مؤتمرٍ صحفي، أنّ الهدف الأول لخطة توزيع اللقاح هو التخفيف من تفشي الفيروس وحماية الفئة الأكثر عرضة للإصابة. والهدف الثاني فهو تخفيف العبء على القطاع الصحي خاصةً في وحدات العناية الفائقة. كما وذكر بأنّ اللّقاح سيكون مجانيّاً ومن دون أي رسم مالي.
وبدوره، قال رئيس اللجنة الوطنية لإدارة ملف اللّقاحات، عبد الرحمن البزري، أنّ الهدف من هذا اللقاح هو الوصول إلى مناعة تحمي المجتمع، حتّى نتمكّن من العودة إلى الحياة الطبيعيّة. وأضاف "الخطة تعمل على حماية كبار السن أولاً ثمّ أصحاب الأمراض المزمنة". وذكر بأنّه تمّ تشكيل لجنة متخصّصة لمتابعة شفافية عملية وصول اللّقاحات للمواطنين.
ردة فعل اللبنانيين
تباينت الآراء وتفاوتت بين مؤيّد ومعارض لأخذ اللقاح بين اللبنانيين. مؤيدون يثنون بالجهود الطبيّة ومعارضون يبرّرون رفضهم القاطع.
جدلية واسعة، ارتكز كل طرف منها على اثبات نظريته ودحض الآخر.
"اللّقاح يغيّر الحمض النّووي البشري وقد يسبّب العُقم" يقول أحمد، شاب ثلاثيني.
و"فايزر" ردت على منتقديها وطمأنتهم، مجيبةً على بعض التساؤلات العلميّة ومؤكّدةً أنّ هذا اللقاح لا يغيّر الحمض النووي، نافيةً ما يتم تداوله من جهة، ومثّبتةً أنه قد حصلت بعض العوارض الجانبية عند بعض الأشخاص، مختصرةً إياها بألم المفصل والعضلات، الغثيان، وتورّم موضع الحقن.
ولمعرفة آراء المواطنين اللبنانيين حول أخذ اللقاح، بعد تفاقم الأخبار عن المضاعفات المحتملة للقاح، أُعِدّ استطلاع ارتكز على عينة عشوائية من 418 شخصا.
مواقف عدة برزها الاستطلاع من سؤالين؛ الأول حول موافقتهم او عدمه، والثاني عن مدى التأثير وفق رأيهم.
45% من مجموع المشاركين في الاستطلاع والذي يبلغ عددهم 418، لم يتخذوا قراراهم، وهي النسبة الأكبر مقارنة مع 34% وهي النسبة التي رفضت.
أما نسبة الموافقة على أخذ اللقاح فكانت31%.
أرقام، ربما منطقية، تعكس تخوف المواطنين.
وعلى صعيد التأثير، اعتبرت الأكثرية أن اللقاح سيؤثر بنسبة 50% سلباً عليهم.
وعلى صعيد الأسباب المقترحة التي تمنع المعارضين عن أخذ اللقاح، تعددت ما بين تخوفهم من عوارضه الجانبية، وعدم اقتناعهم بفعاليته.
وبذلك عينة صغيرة كافية أن تبين انقسام اللبنانيين حول لقاح "فايزر" وأثاره، ليبقى سيناريو كورونا مفتوح مع الأيام المقبلة وبدء حملة التلقيح.
الدراسة من اعداد الطالبة: ايمان قاسم
الجامعة اللبنانية – كلية الاعلام – الفرع الاول
ضمن برنامج التدريب الذي تقوم به وزارة الاعلام – مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية