عقد نقيب أطباء لبنان البروفسور شرف أبو شرف مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في بيت الطبيب - فرن الشباك، في حضور نقيب الاطباء في طرابلس الدكتور سليم ابي صالح، نقيب المحررين جوزف القصيفي، رئيس اللجنة الاعلامية في نقابة الاطباء الدكتور وسيم بيطار، رئيسة جمعية الامراض الجرثومية في لبنان الدكتورة مادونا مطر، وعدد من اعضاء النقابة.
وقال النقيب ابو شرف: "نرحب بكم في "بيت الطبيب"، هذا البيت الذي تشده الى الصحافيين والاعلاميين علاقات وثيقة قائمة على التعاون في كل ما يعود على وطننا ومجتمعنا بالخير والفائدة، خصوصا في الاستحقاقات الكبرى. هذه المرحلة شهدت تعاونا في ما بيننا في مواجهة جائحة الكورونا، والتنبيه الى مخاطرها وسبل الوقاية منها، وتزويد الرأي العام اللبناني بالمعلومات والارشادات ليتمكن من الافادة منها، وتكييف سلوكه الصحي اليومي على اساسها لحماية نفسه مع وصول اللقاح ضد وباء كورونا".
واضاف: "ان اكثر من 200 مليون انسان حتى الان، وانا احدهم، تلقوا العلاج ضد وباء كورونا، ان اللقاحات المتداولة في السوق العالمية ضد فيروس كورونا (فايزر، موديرنا، استرازنيكا، سبوتنيك v وغيره ) أظهرت قدرتها بشكل كبير على تخفيف خطر الاصابة بحالات المرض القاسية والخطيرة، في اميركا واوروبا وخلفت مناعة عند الاشخاص الحاصلين عليها الى ما يزيد عن 90%. كما ان نسبة العناية الاستشفائية والوفيات تدنت كثيرا".
وتابع: "اننا، ومع استفحال الجائحة التي حصدت آلاف المصابين ومئات الضحايا، والتي زرعت الرعب والخوف وشلت الحركة العامة في البلاد، وتسببت بخسائر اقتصادية فادحة فوق ما يعانيه لبنان من أزمات خانقة على كل الصعد، لاحظنا ان هناك من تبرع للحديث عنها متوغلا في تفسير ظاهرتها. من المتحدثين الذين اطلوا عبر وسائل الاعلام ومجموعة من اهل الاختصاص والخبرة الذين وصفوا الجائحة، وكانت اطلالاتهم ذات فائدة كبيرة. واذ نشكر وسائل الاعلام كافة على تخصيص مساحات واسعة للاضاءة على الجائحة وطريقة مقاومتها وتطويق آثارها السلبية، فان ثمة من استغل ما وفرته من منابر للادلاء بمفاهيم مغلوطة وبلبلة افكار المواطنين، خصوصا من قام منهم بتحريضهم على عدم تلقي اللقاح مقدما نفسه كطبيب او باحث. اما القرائن التي يقدمها هؤلاء وهم ليسوا من اهل الاختصاص فلا تستند الى معطيات علمية، كما ان المعلومات التي يدلون بها هي دوما مجتزأة".
وذكر ابو شرف ان "التأخير في اعطاء اللقاح سيؤدي الى متحولات جديدة للفيروس قد لا تتأثر كليا باللقاح وتودي بنا الى ما لا يحمد عقباه. ان التقنية المستعملة RNA عمرها 20 سنة وتستخدم لعلاج الامراض السرطانية هي آمنة وفعالة ولا تبقى في الجسم بل تخرج منه خلال 3 اسابيع".
وقال: "ان نقابة الاطباء في لبنان حضت على الاقبال على تلقي اللقاح، لذا من الضروري جدا اعطاء اللقاح في اقرب وقت ممكن ولاكبر عدد ممكن من الناس، حتى تحصل على مناعة مجتمعية تفوق 80% ونخفض نسبة المرضى والمضاعفات والوفيات ونعود تدريجيا الى حياتنا الطبيعية. ان كميات اللقاح التي ستصلنا تدريجيا هذا العام تكفي لتلقيح 50% من المواطنين، والباقون سيحصلون على اللقاح العام المقبل".
واشار الى ان "الاسرة في المستشفيات مليئة، وكذلك الحال في الطوارئ، ولا خيار علاجيا وعلميا، ولا خلاص لنا الا باللقاح".
وقال "ان نقابة الاطباء تدعو وسائل الاعلام كافة الى توخي الحذر في تقديمها وعرضها بعض مدعي الاختصاص ممن لم نطلع على دراسات او ابحاث لهم في مجالات عالمية موثوقة ليعمموا معلومات غير مؤكدة، ما يمعن في اخافة الناس او حثهم على الاستنششاق بالجائحة، وهذا التضليل يؤدي بالتأكيد الى ضرر صحي فادح. لذلك نرجو وسائل الاعلام، وبعد الذي شهدناه من اطلالات عبرها سواء من داخل لبنان وخارجه، عدم نشر اي اخبار حول اللقاح الا عبر الاختصاصيين في نقابة الاطباء، واللجنة الوطنية لادارة اللقاح كورونا والمصادر العلمية الموثوقة، تحاشيا للفوضى والبلبلة والتردد الذي قد يسببها، وانعكاسها السلبي على المجتمع، فيما نرى تراجعا في نسب الاصابات الخطرة عند المجتمعات التي اصبحت في مراحل متقدمة من التلقيح".
وكرر دعوة نقابة الاطباء للمواطنين الى "الاقبال على تلقي اللقاح وتحصين انفسهم ضد هذه الجائحة الخطيرة وعدم الاستماع الى الاراء المعاكسة لانها لم تقدم الذرائع المقنعة، وعدم المغامرة بصحتهم بسبب هذه الاراء التي تفتقر الى قراءة علمية صحيحة، وندعو الدولة الى اتخاذ الاجراءات التي تسمح بادخال المزيد من اللقاح وتوفيره في الاسواق، وفق المعايير والشروط المعتمدة عالميا، ليتم تلقيح أوسع الشرائح اللبنانية في اقرب وقت، لتحصين المواطنين في وجه جائحة كورونا".
وختم: "معا نحن في خندق واحد للدفاع عن صحة اللبنانيين لان صحتهم من صحة لبنان".
القصيفي
من جهته، اكد نقيب المحررين "ان الاعلام اللبناني يقوم بدوره الكبير في مرحلة التوعية على مخاطر فيروس كورونا"، وقال: "يترتب على الاعلام ضرورة اختيار الاختصاصيين الملمين باختصاصهم، ولا يجوز الاستعانة بمدعي الاختصاص لتضليل الناس والمجتمع"، داعيا جميع المواطنين الى "تحصين انفسهم من هذه الجائحة راهنا ومستقبلا، والاعلام لا يقصر على الاطلاق في دعوة المواطنين الى تحصين انفسهم".
وطالب الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال الصحة العامة الدكتور حمد حسن والاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري بأن يكون للصحافيين والمصورين الاولوية في اعطائهم اللقاح، ولانهم مدرجون من قبل منظمة الصحة العالمية في خط الدفاع الاول في مواجهة جائحة كورونا. وقال: "يجب الاسراع في اعطاء الاعلاميين اللقاحات من اجل تحصين انفسهم من هذا الوباء الخطير".
ودعا الى "تلقيح 90% من المواطنين وليس الاكتفاء بنسبة 50% فقط كما اشار النقيب ابو شرف، وذلك من أجل تحصين المجتمع بكامله وعودة الحياة الى طبيعتها".
مطر
ونوهت الدكتورة مطر بـ"دور الاعلام الكبير في مواجهة جائحة كورونا والتوعية من مخاطرها"، داعية المواطنين الى "تلقي اللقاح الذي هو آمن جدا"، مؤكدة ان "وقف جائحة كورونا لا يكون الا بالتلقيح". وشكرت "كل الجهود المبذولة من نقابة الاطباء واللجنة الوزارية ووزارة الصحة العامة في هذا الاطار"، داعية الى "تكامل كل الجهود للوصول الى المناعة الجماعية".