إيمان مصطفى
يحلّ علينا شهر رمضان المبارك هذا العام في ظروف استثنائيّة فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد. فأخذ البعض يروج لبعض مضار الصيام في ظل تفشي الوباء بغير سند علمي أو دليل طبي، معتمدين على بعض الحجج، مثال ضرورة إبقاء الحلق رطبًا بالسوائل وتقوية الجسم بالتغذية وبعض الفيتامينات خلال النهار. واستغل البعض الأخر الفرصة ليناقش فرضية الافطار لدواع صحية. فما مدى تأثير الصيام علينا في زمن الكورونا؟ وهل يضعف من قدرتنا على التصدي للوباء أم أن العكس صحيح؟ وما هو رأي المراجع الدينية في القضية؟
اسئلة طرحها موقع "كورونا نيوز" على عضو مكتب الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان فضيلة الشيخ نجيب صالح وعلى مسؤولة الارشاد الصحي في الهئية الصحية الاسلامية...
الجانب الصحي
نبدأ من الحانب الصحي حيث تجيب مسؤولة دائرة الارشاد والتثقيف الصحي في الهئية الصحية الاسلامية لما حموي على اسئلتنا فتؤكد أن الجسم يحتاج الى الصوم، اذ أنه معزز كبير للمناعة ويساهم في الامتصاص الجيد للفيتامينات، كما يخلص الجسم من السموم التي تجتمع فيه فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه.
ووفقًا لحموي، اكتشفت الدراسات مؤخرًا أن نظام الأكل المعتمد في شهر رمضان هو أفضل نظام غذائي على الاطلاق، اذ يعتمد على الدورة البيولوجية للنظام الهرموني في الجسم، حيث يتم تناول الطعام في الوقت الذي يتم فيه هضمه دون أن يتحول الى دهون.
تشرح حموي أنه على سبيل المثال تبين أن ذروة عمل الأنسولين تكون عند الفجر وفي المساء، أي عند السحور والافطار في شهر رمضان، فيتم تناول الطعام في الوقت المناسب الذي يصبح الجسم فيه جاهزًا على المستوى الهضمي والهرموني، فيتحول الى ما يفيد الجسم مما يخفف من وزن الصائم أيضًا بعيدًا عن مراكمة الدهون والبدانة التي تؤثر سلبًا على المناعة والقدرة على مقاومة الأمراض.
بالاضافة الى أن الانقطاع عن الطعام لمدة 16 ساعة في اليوم أثبت فعاليته بتخليص الجسم من السموم، الأمر الذي يعزز من نشاطه وعمل أجهزة الجسم ومنها المناعة التي تعد العامل الأول في مواجهة فيروس كورونا.
تشدد مسؤولة دائرة الارشاد والتثقيف الصحي في الهئية الصحية الاسلامية على أهمية استثمار الصيام جيدًا عبر التركيز على التنوع الغذائي المتوازن عند الافطار بعيدًا عن الدهنيات والوجبات الجاهزة والأطعمة المقلية، والتركيز على النشويات ومشتقات الألبان والأجبان والتمر عند السحور.
وبالنسبة الى السوائل، تلفت حموي الى أنه يمكن تعويض شرب الماء خلال ساعات الليل عبر شرب نحو 8 أكواب من المياه، مشيرةً الى أن الطقس المعتدل المسيطر هذا العام يساعد على عدم خسارة الجسم حاجته الى المياه عبر التعرق.
وبالتالي لا علاقة للصيام باضعاف المناعة ولا دور له في اعاقة دور الجسم بمواجهة هذا الوباء، بل يمكن أن يساهم في تعزيز قدرته على محاربته أيضًا.
المراجع أجمعت على وجوب الصيام
فضيلة الشيخ نجيب صالح، يتحدث بدوره لموقع "كورونا نيوز" عن رأي المراجع والعلماء بخصوص الافطار بسبب الخوف من فيروس كورونا، مؤكدًا أنهم أجمعوا على أن الصوم واجب ولا يسقط هذا الوجوب لمجرد انتشار المرض.
ويوضح أنه يجب التعامل مع هذا الوباء كأي مرض أخر، وبالتالي تشخيص ضرر الصيام يقع على عاتق المكلف الذي أصيب بالفيروس، عبر طبيب ذو ثقة والذي يحدد إن كان الصيام مضر للمريض أو لا.
في المقابل، من يحتمل أنه سيصاب بالعدوى من هذا المرض ويعتبر أن عليه أن يشرب الماء مثلًا باستمرار أو تناول الفيتاميات خلال النهار لتحصيل المناعة، وبالتالي يجوز له الافطار، فهذا كلام لا يجوز شرعًا ولا اساس له من الصحة.