محمد كسرواني
بعد إعلان السفير الصيني في لبنان تقديم بلاده 50 ألف جرعة لقاح، واستمرار وصول دفعات لقاح "فايزر"، وإعلان وزارة الصحة اللبنانية عن قرب وصول لقاح "استرازينيكا"، يسأل بشكل دائم عن قدرة لبنان إلى مواصلة مشروع التلقيح.
كلّنا نستذكر حملة التّشكيك بتصريحات الوزير حمد حسن يوم أعلن عن عقد اتّفاق مع "فايزر"، وأنّ شهر شباط (الماضي) سيبدأ التلقيح. مرّ شهر شباط والتّلقيح مستمر. بعدها بدأت حملة لن يصل المزيد من "فايزر"، فوصل إلى مطار بيروت الدولي الدفعة الثانية والثالثة.
اليوم تتواصل الحملة، لماذا لا نسرع عملية التلقيح؟ لماذا لا تفتح وزارة الصحة أمام القطاع الخاص مهمة استراد اللقاحات؟ لماذا لم نستورد اللقاح الروسي أو الصيني؟
مصادر في وزارة الصحة أكّدت لموقع "كورونا نيوز" أنّ خطة الوزارة لعملية التلقيح في لبنان أثبتت حتّى الآن نجاحاً كبيراً في التّنسيق بين الجرعات التي تصل وعدد الأفراد الذين حصلوا على اللقاح.
وتُضيف أنّ لبنان وقّع في شهر كانون الأوّل 2020 مع "فايزر" على أكثر من مليونيّ لقاح تصل منها 250 ألف لقاح قبل شهر نيسان 2021. وفي شهر تشرين الثاني 2020 وقّع لبنان مع "استرازينيكا" على ما يقارب مليونيّ لقاح أيضاً تصل منها 300 ألف لقاح قبل شهر نيسان 2021. وصول أولى دفعات فايزر يعني نجاح الخطّة، في حين أنّ دول كبرى لم تصلها إلى اليوم أيّة لقاحات وهي لم تعدّ حتى الآن منصة.
وعن سرعة إعطاء اللّقاحات تقول المصادر إنّ الأمر مرتبط بعدد اللّقحات التي تصل وتوزيعها بين المناطق، فحالياً يوجد 28 مركز يقدّم اللّقحات ويمكن فتح حالياً 20 جدد بالحد الأدنى، لكنّ الأزمة في عدد اللقاحات التي تصل إلى لبنان لا بمكان المراكز.
لماذا لا يفتح الباب أمام القطاع الخاص؟
خلال الأيام الماضية خرج عشرات المنظرين في لبنان - منهم قادة أحزاب - يتّهمون وزارة الصحة بالتباطؤ في فتح الباب أمام القطاع الخاص لاستراد اللقاحات.
مصادر في وزارة الصحة تلفت إلى أنّ الوزارة يهمّها إشراك القطاع الخاص باستراد اللقاحات، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنّ الدول المصنّعة للّقاحات ترفض حتّى الآن إبرام العقود مع شركات خاصة وهي تحصر علاقتها فقط بالدول.
وبذلك لا يمكن لأي شركة خاصة حالياً استيراد اللقاحات، وما يقال عن تباطؤ الوزارة يندرج ضمن حملة إعلامية نشهدها مع بَداية أزمة كورونا.
لماذا لا نشتري اللقاحات من الصين وروسيا؟
تجيب المصادر أنّه صحيح أنّ السفير الصيني في لبنان أعلن عن تقديم بلاده 50 ألف لقاح، لكنّه واقعاً طلبية اللّقاحات وضعت على قائمة جدوال كبيرة، وذلك لا يعني أنّها ستصل غداً إلى بيروت.
وتُضيف أنّ الدول المصنّعة (مثل روسيا والصين) تُعاني من ضغط الإنتاج وأي اتّفاق في موعد التّسليم قد لا يكون نهائي. ويضيف أنّ بعض الدول الكبرى أبرمت عقود .. وصلت الشحنة الأولى والثانية، وبعدها لم يصل المزيد فكيف سيكون حال لبنان.
يخلص المصادر في وزارة الصحة إلى أنّ موضوع إبرام العقود لاستيراد اللقاحات، لا ينحصر بتصريح هنا أو تنظير هناك. فوزير الصحة والفريق العامل معه يعملون ليل نهار على تأمين الأفضل والأسرع للبنان، والأمر يشبه تقريباً أزمة الكمامات مع بداية الجائحة العالمية، ارتفاع خيالي في الطلب مع إنتاج متواضع.
وعن الحملات الإعلامية التي تطال الوزارة بين الحين والآخر، تقول المصادر إنّ الوزير النّشيط شهد له الجميع في الداخل والخارج بعمله المتواصل والدّؤوب وكلّ التّشكيك به أو بخطّته لا تُعيقه من الإنجاز والمتابعة لإتمام الأفضل.