كورونا نيوز
يُغيّب انتشار فيروس كورونا وإجراءات مكافحته كلّ مظاهر شهر رمضان المبارك وأجوائه للسنة الثانية على التّوالي. فمع إقتراب الشهر الفضيل، أعلنت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا في لبنان عن "توصيّاتها بشأن الإجراءات الواجب اتّخاذها"، "كفرض حظر تجوّل ومنع الولائم والخيم والإفطارات". فما هي الإجراءات الواجب إتّباعها للوقاية من الوباء في هذا الشهر الفضيل؟
تُجيب مسؤولة دائرة الإرشاد والتّثقيف الصحي في الهيئة الصحية الإسلامية لمى حموي عن هذا السؤال، وتقول: "هذا العام أيضاً سيصوم اللبنانيون في ظرف استثنائي، تحت قيود أعاقت شعائرهم المعتادة خلال هذا الشهر، خشية انتشار وباء كورونا"، وتُضيف: "لازلنا نرزح تحت وطأة التّفشي الواسع للوباء، على الرّغم من استمرار حملة التّلقيح ضدّ الفيروس في محاولة للوصول إلى المناعة المجتمعية والحد من الوفيات". فعملية التّلقيح لا تزال بطيئة وبنسب مئوية جداً متواضعة، وفقاً لحموي، لذلك فإنّه من الضروري جداً الإلتزام بإجراءات وقائية صارمة إلى حين تحصيل المناعة المجتمعية عبر تلقيح 70 % من السكان.
حموي تعتبر أنّ الشهر المبارك يجب أن يكون فرصة للحفاظ على أنفسنا من الإصابة بكورونا، وبالتالي الحفاظ على صيامنا، فالمرض يضعف قدرتنا على أداء هذا الواجب، كما يجب أن يكون شهر رمضان -في ظلّ كورونا خصوصاً- وقتاً للتّقرب من الله والتّفرغ للعبادة بعيداً عن التّجمعات العائلية على موائد الإفطار. فقد أظهرت آخر الإحصاءات، بحسب حموي، أنّ أكثر من 60% من إصابات كورونا في لبنان كان سببها التّجمعات العائلية والأقارب.
وتقول: "يجب أن يعلم الجميع أنّ الأقارب وحتّى إن كانوا من الأرحام هم وسيلة لنقل العدوى تماماً كما المجتمع الخارجي، لذا يجب تجنّب اللّقاءات والإمتناع عن حضور الولائم أو السهرات الرمضانية حفاظاً على الصحة العامّة". وتلفت حموي إلى ضرورة وضع الكمامة بشكل متواصل وعدم خلعها إلّا في المنزل بين أفراد الأسرة الواحدة.
وعليه، تُشدّد حموي على ضرورة الإلتزام بإجراءات الوقاية والتّباعد الإجتماعي في مختلف الأماكن وبين مختلف الأشخاص والإبتعاد عن الإزدحام في الأماكن المغلقة. وتقدم حموي حلاً لاستبدال الإجتماع على موائد الرحمن عبر توصيل وجبات إفطار ساخنة إلى بيوت الأرحام والمعارف مباشرة قبل أذان المغرب مع مراعاة كلّ إجراءات الوقاية والسلامة العامة.
في سياق آخر، تشير حموي إلى مراكز التّسوق التي تعجّ بالمتسوّقين خلال شهر رمضان، وتؤكّد أهمية الإنتباه أثناء التّبضع وتطبيق إجراءات التّباعد الجسدي والتّعقيم والغسل المتكرّر لليدين، إذ تشهد التّعاونيات زحمة شديدة يرافقها استهتار مؤسف بعدم ارتداء الكمامة من قِبل البعض.