إيمان مصطفى
مع بدء سريان قرار الحكومة برفع الإغلاق بشكل تدريجي في بعض القطاعات وعلى مراحل متتابعة، المترافق مع عودة الدفعة الثانية من المغتربين اللبنانيين، وسط المؤشرات الحالية الإيجابية لعداد اصابات فيروس كورونا في لبنان، تكثر الأسئلة عن الاجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها. فهل تختلف عن سابقاتها؟ أو بالامكان التخفيف منها؟
موقع "كورونا نيوز" تواصل مع مستشار وزير الصحة الدكتور محمود زلزلي، للاستيضاح. فذكّر زلزلي أن مجلس الوزراء قرر تمديد إعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا لمدة أسبوعين اعتبارًا من 2020/4/25 ولغاية 2020/5/10، واعتماد خطة مراحل "فتح القطاعات" بشكل يراعي المخاطر المحتملة ضمن فئات الأنشطة الاقتصادية. وبدأت المرحلة الاولى بتاريخ 27/4/2020، وقضت باعادة عمل القطاعات الاكثر أولوية.
وأوضح أن القطاعات ستفتح تباعًا وفق معايريين، الأول يراعي أهميتها الاقتصادية، والثاني حجم الخطورة، فعلى سبيل المثال الأفران والمعامل مهمة في تفعيل الدورة الاقتصادية وخطورتها أقل بكثير من دور السينما والنوادي الرياضية - على سبيل المثال -، وبالتالي فإن هذه المصانع ستعود للعمل في المرحلة الأولى بينما يؤجل الباقي الى المرحلة الأخيرة.
اجراءات الوقاية في المرحلة الانتقالية
وأكد زلزلي أن الاجراءات الاحترازية للحماية الشخصية أصبحت ملزمة خاصة في هذه المرحلة التي فرضت على البعض النزول إلى العمل والاختلاط، وأهمها هو ارتداء الكمامة حتى المصنوعة من القماش المنزلي وهو إحدى الطرق للحصول على بعض الحماية من انتقال الفيروس، بالاضافة الى أنها تذكّر الشخص باستمرار بضرورة الوقاية خارج المنزل، وتحميه عند ملامسته وجهه. وأشار زلرلي الى أن التباعد الاجتماعي مازال مطلوبًا في هذه المرحلة، وتجنب الاختلاط قدر الامكان والسلام والعناق، مع مراعاة المسافات الآمنة بين الأشخاص. ولفت الى بعض الإجراءات البسيطة مثل: غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر، أو استخدام الكحول خارج المنزل، وعدم ملامسة الوجه.
زلزلي شدد على أن الوزارة عملت على ارشاد كل قطاع باجراءات الوقاية الخاصة به والتي يجب اتباعها عند العودة للعمل، وعند استخدام مواصلات النقل العامة، وغيرها..
وحدة الترصد الوبائي حاضرة في كل المناطق
في سياق متصل، أشار زلزلي الى أن فرق وزارة الصحة العامة أنهت عملها في المسح الميداني الذي طال قرابة الـ 8000 شخص، لافتًا الى أنه تم رصد قرابة الـ 5 حالات فقط من أصل الـ 8000، وأغلبها من المغتربين. وشدد على أن وحدة الترصد الوبائي التابعة لوزارة الصحة والمنتشرة في كافة المناطق اللبنانية ما زالت حاضرة وجاهزة للتدخل مباشرة عند الحاجة.
مستشار وزير الصحة أكد أن إجراء فحوصات الـ "PCR" للمغتربين عند وصولهم وحجرهم أمر مهم جدًا، اذ أن بعض الحالات ظهرت عليها الأعراض بعد 13 يومًا من الحجر، منوهًا باجراءات وزارة الصحة في هذا المجال.
الوضع في لبنان تحت السيطرة
بالموازاة، أكد زلزلي أن أرقام الاصابات بكورونا في لبنان مبشرة إذ أن رقم 717 مشجع ومطمئن، مشددًا على أن الوضع في لبنان تحت السيطرة. ولفت الى أنه من أصل الـ 717 اصابة هناك 145 حالة شفاء، وأقل من 100 اصابة بالأساس احتاجت الى مستشفى، مشيرًا الى أن الوفيات الـ 24 كانت لمصابين يعانون من أمراض مزمنة.
بالمقابل، أسف زلزلي لمشهد المظاهرات الخطير جدًا في هذه المرحلة، وما فيها من احتكاك واختلاط، وما ينتج عنها أيضًا من دخان اسود لا يخدم صحة المرضى أبدًا، محذرًا من موجة وباء ثانية لأن الخطر مازال موجودًا رغم التفائل السائد. وتابع: "لدينا تخوف من الارتياح الذي يسود بين الناس عندما تتراجع أرقام الاصابات، مما يجعلها لا تلتزم باجراءات الوقاية، وهذا خطر جدًا"، مضيفًا: "اذا احتاج الأمر أن نعود الى المراحل الأولى والتشدد في الاجراءات مجددًا لن نتردد ابدًا فالأمر رهن التطورات".
وختم قائلًا: "مفتاح النجاح في الوصول إلى هذه المرحلة هي قرارت الحكومة باغلاق البلد مبكرًا والاجراءات المشددة والمتابعة التي قامت بها وزارة الصحة"