إيهاب شوقي
تجاوز العالم مؤخّراً مرحلةً بارزةً في لقاح فيروس كورونا، حيث تمّ إنتاج أكثر من مليار جرعة حتّى الآن، فيما يستمر الإنتاج في الارتفاع بسرعة كبيرة.
ويفيد تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، بأنّه، وعلى الرّغم من أنّ الأمر استغرق عدّة أشهر للوصول إلى مليار جرعة، فمن المفترض أن نصل إلى ملياري جرعة بحلول نهاية مايو، وفقًا لبيانات من شركة Airfinity ، وهي شركة معلومات وتحليلات علمية.
وتُفيد التّقارير بأنّ الصين هي أكبر منتج وأكبر مصدّر للّقاح، بينما احتفظت الولايات المتّحدة بكلّ إمداداتها تقريبًا للاستخدام المحلّي، لكنّها تتوقّع أن تُصبح مُصدّرًا رئيسيًا بمجرّد تلبية الاحتياجات المحليّة.
وقد ابتكرت أمريكا مصطلح "دبلوماسية اللّقاحات" للتّغطية على الذاتية التي تتعامل بها مع اللّقاحات، واتّهام الآخرين المشاركين في تصدير اللّقاحات للعالم بأنّهم يشترون نفوذاً بتصديرهم للقاحات، وخاصّةً الصين وروسيا!
حيث حقّقت الصين السّبق في (دبلوماسية اللقاحات)، وفقاً للوصف الأمريكي، حيث أرسلت ملايين الجرعات إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا اللاتينية، مما دعا الخبراء للقول أنّ من مصلحة أمريكا التنافس في السّباق لتطعيم العالم.
وقد اتّخذت إدارة بايدن خطوة أولى مؤقّتة الأسبوع الماضي، حيث قدّمت حوالي 4 ملايين جرعة إجمالية من لقاح أكسفورد / أسترازينيكا - غير المصرّح باستخدامه في الولايات المتحدة - للمكسيك وكندا.
كما تعهّدت الإدارة بتقديم 4 مليارات دولار لمبادرة COVAX العالمية والمزيد للمساعدة في زيادة الإمدادات إلى آسيا. لكن الإدارة تتمسّك تقريبًا بكلّ جرعة يتمّ إنتاجها في الولايات المتّحدة وتعقيباً على ذلك، قال زيك إيمانويل، نائب عميد المبادرات العالمية في جامعة بنسلفانيا، والذي كان عضوًا في فرقة بايدن الخاصة بفيروس كورونا خلال الفترة الانتقالية: "سيكون لدينا فائض في العرض" .
مضيفاً: "سيكون من غير الأخلاقي، وسيكون خطأ دبلوماسيًا واستراتيجيًا، أن نقول إنّنا بحاجة إلى بناء مخزون عازل من 100 مليون جرعة بينما تبيع الصين وروسيا للناس".
الولايات المتحدة هي ثاني أكبر منتج ، بنسبة 27٪ ، لكنّ عقودها الكبيرة مع الشركات المصنّعة تمنع الجرعات المنتجة في الولايات المتّحدة من المغادرة.
وعلى صعيد أوروبا، يأتي الإمداد العالمي بلقاح Pfizer / BioNTech من الاتحاد الأوروبي ، الذي يصدّر 48٪ من إنتاجه ، مقابل 0٪ من الولايات المتّحدة وفقًا لشركة Airfinity ، وهي شركة تحليلات ومعلومات علمية.
وتستخدم موديرنا منشآتها الأوروبية لتزويد كندا بالجرعات، لأنّ جميع الجرعات المنتجة في المواقع الأمريكية والمقدّرة بنحو 300 مليون جرعة اشترتها الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسي أوروبي لموقع أكسيوس ببعض الاستياء "إنّه حظر فعلي" على الصادرات.
وتعقيباً على هذه الممارسات الذاتية، يقول أدار بوناوالا، الرئيس التنفيذي لمعهد سيروم في الهند، إنّ تطبيقات إدارة بايدن لقانون الإنتاج الدّفاعي لتوجيه الإمدادات نحو تصنيع اللقاحات في الولايات المتّحدة تسبّب نقصًا في أماكن أخرى.
وكما هو معلوم، فقد لقد طلبت العديد من الدول من الولايات المتحدة أن توفر لها لقاحات كوفيد-19، لكن الحكومة الأمريكية لم تقدم اللقاح لأي أحد. في هذا الصدد، أوضحت جين بساكي: "أولويتنا الأولى هي ضمان تلقيح الشعب الأمريكي. وبعد الانتهاء من تطعيم شعبنا، سنُساهم في تقديم اللّقاحات إلى المجتمع الدولي بكلّ سرور".
لا نزال مع فصل جديد من فصول امبراطورية الشّر الكبرى الأمريكية، والتي تظلّ تفرض العقوبات والحصار على الشعوب الحرّة رغم أزمة الوباء العالمي، والتي لا تساهم بأي جهد في الخلاص الجماعي، وإنّما تسعى للخلاص الفردي، بل والسّطو على جهود الآخرين، ولا تكتفي بذلك، بل تشوّه من لم يتّبع نهجها الذاتي وتتّهمه وتبتكر المصطلحات للتّغطية على ممارساتها مثل مصطلح "دبلوماسية اللقاحات"!