خاص كورونا نيوز
شهد عدّاد كورونا في لبنان في الآونة الأخيرة إنخفاضاً ملموساً بأعداد الإصابات والوفيّات المسجّلة يومياً، في وقت تتوسّع فيه حملة التّطعيم باللّقاح. إذ لم تُسجّل الأرقام الهائلة التي شهدها اللّبنانيون في الفترة السابقة. ولم تتجاوز الإصابات حاجز الـ 1600، مؤخّراً، بحسب تقرير وزارة الصحة. فما سبب هذا الإنخفاض؟ وهل للّقاح علاقة؟
نائب رئيس لجنة عُلماء لبنان لمُكافحة كورونا (lscc) والمتخصّص في علوم الجزَيئيّات الذريّة والنانوتكنولوجيا الدكتور محمد حميّة؛ عزا إنخفاض عدد الإصابات في لبنان مؤخراً "إلى انخفاض عدد الفحوصات بالإجمال، ما يعني أنّه من الطبيعي أن تنخفض الأرقام". ولفت إلى "أنّ الكثير من المُخالطين لمصابين أو المصابين بعوارض خفيفة يحجرون أنفسهم من دون إجراء أي فحوصات"، معتبراً أنّه بعد عام على تفشّي الوباء تأقلم اللّبنانيون معه، خصوصاً أنّ الكثير منهم أُصيب بعوراض شبه معدومة أو خفيفة.
وبالعودة إلى التّقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة، تبيّن لنا أنّ عدد فحوص كورونا الـ PCR التي أُجريت في 21 نسيان 2021، بلغ 18731 فحصاً بينها 16230 للمُقيمين و1809 للوافدين عبر المطار. وبالمقارنة، بلغ عدد الفحوصات التي أُجريت أمس في 27 نيسان الجاري، 16471 فحصاً بينها 13282 للمقيمين و2377 للوافدين. بينما يظهر أنّه في 29 من الشهر الماضي -على سبيل المثال - بلغ عدد فحوص الكورونا 24003 فحوص بينها 19941 للمقيمين و2821 للوافدين عبر المطار و228 للوافدين عبر المعابر البريّة.
ووفقاً لحميّة، لا علاقة بين إنخفاض أعداد الإصابات والبَدء بعملية التّلقيح في لبنان، حيث لا يُمكن أن نربط هذا الإنخفاض باللّقاحات نظراً لتنوّعها وتفاوت فاعليتها، بالإضافة إلى أنّ نتائجها ليست معروفة 100% بعد. واعتبر أنّ "اللّقاحات هي عامل إيجابي مساعد طبعاً، ولكن لا يُمكننا معرفة علاقتها بإنخفاض الإصابات إلّا بعد تطعيم جميع المواطنين تقريباً ممّا يؤمّن المناعة المجتمعية".
وتابع أنّ نسبة جيّدة من المواطنين أُصيبت بالفيروس بعدما أخذت اللّقاح، ممّا يعني أنّه لا يوقف نقل العدوى.
علمياً، أكّد حميّة أنّ الفيروس تعرّف على الهيكلية البشرية، والعدوى باتت تنتقل من مرحلة لأُخرى، ولكنّه سيخمد من تلقاء نفسه في العام المُقبل 2022، وهذا من الثّوابت نظراً لهيكلية الفيروس. ولفت إلى أنّ كورونا سيستمر معنا حاله حال فيروس الإنفلونزا والفيروسات الموسومية الأُخرى.