(إيهاب شوقي/ كورونا نيوز)
بطبيعة الحال ومع تراكم الحوادث، تتراجع بعض المعلومات والتي كانت بمثابة أبجديات، لتصبح من المنسيّات والمهملات، وبطبيعة فيروس جديد مثل كوفيد – 19 وظهور دراسات مكثّفة أقرب للاجتهادات منها للحقائق، وبعضها يجب ما قبله، تترسّخ قناعة بإهمال كثير من المعلومات وافتقادها الموثوقية.
والمحصّلة أنّ قطاعات كبيرة من الشعوب تتعامل مع الوضع الوبائي، إمّا بشكل عشوائي، أو بخليط من الحقائق والأوهام، أو بمعلومات قديمة ثبت عدم صحّتها، ناهيك عن نسيان أبجديات ضرورية في الاحتراز والوقاية.
وهنا نودّ أن نُعيد التّذكير ببعض الإرشادات التي ثبُت صحتها وإيراد بعض التّصحيحات على ممارسات رسّخت وثبت أنّها خاطئة، إضافة إلى معلومات من أحدث الدّراسات يجب وضعها في الاعتبار، ويمكن إيراد هذه المعلومات وفقاً للتقارير الحديثة والمنشورة في مواقع موثوقة كما يلي:
- اللّقاحات وحدها لا تكفي: بعض العلماء يقول إنّ اللّقاحات وحدها لا تكفي في الوقت الراهن وإنّه ينبغي اتّخاذ إجراءات إضافية لمكافحة انتشار المرض.
حيث لا توجد أي لقاحات فعّالة 100%، وتظلّ إمكانية الإصابة بالفيروس ونقله إلى الآخرين قائمة حتّى بعد التّطعيم.
- الكمامات لا تمنع المرض مائة بالمائة: بإمكان الكمامات وأغطية الوجه منع انتشار الرذاذ المتأتي عن السعال والعطس والكلام من الانتقال، ولكن حتى أعلى الكمامات جودة قد تسمح للفيروس باختراقها.
كما ينبغي ارتداء الكمامات بإحكام من قبل عدد كاف من الناس لكي تحدث فرقاً في مستويات العدوى.
- لا داعي للخوف الزائد من الأسطح: يقلّل الهواء الطلق من إمكانية الإصابة، كما تقضي أشعة الشمس فوق البنفسجية على الفيروس على الأسطح المعرّضة لها. ولكن خطر الإصابة بالفيروس خارج المنزل لا تتقلّص إلى الصفر أبداً.
- التّهوية الجيّدة ضرورة قصوى: ترتفع مخاطر الإصابة بالفيروس في الأماكن ذات التهوية الضعيفة. فبزيادة التيّارات الهوائية تتقلّص المخاطر، ولكنّها تظلّ ماثلة مع ذلك.
- الفيروس خطر على الشباب وصغار السنّ أيضاً: الفيروس لا يصيب كبار السنّ فقط، وقد تمكّنت هيئة بي بي سي من الحصول على إفادات من ممرّضات في إسبانيا قلن فيها إنّ مرض ذات الرئة الذي يتسبّب فيه كوفيد-19 أصبح من المضاعفات المألوفة عند المصابين الأصغر سنًّا.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد قال في آذار / مارس 2020، "قد يتسبّب هذا الفيروس في مكوث صغار السنّ في المستشفيات لعدّة أسابيع، وقد يفتك بهم أيضا".
- أغلفة الطعام آمنة: من غير المرجّح أن تُصاب بالعدوى جرّاء لمس أغلفة المواد الغذائية، وقد انتشرت في الأيام الأولى لانتشار الوباء في وسائط التّواصل الاجتماعي آلاف المداخلات عبّر أصحابها من خلالها عن مخاوفهم من اضطرارهم لتنظيف وتعقيم مغلّفات الطعام الذي يتناولونه.
ولكن، وحسب ما تقول منظّمة الصحة العالمية، "لم تسجّل أي حالات مؤكّدة للإصابة بكوفيد-19 انتقلت عن طريق الطعام أو أغلفة الطعام".
ولكن المنظّمة نشرت قائمة تتضمّن إجراءات احترازية من شأنها تجنّب تلويث المواد، كاستخدام معقّمات الأيدي قبل ولوج المتاجر، و"غسل الأيدي بعناية عند العودة إلى المنزل، وبعد لمس أغلفة المواد الغذائية وقبل الأكل".
وأصدرت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية تقريراً أكّد ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية، وقالت إنه ما من أدلة مثبتة تشير إلى أنّ المواد الغذائية أو مغلفاتها تعدّ مصدراً لانتشار الفيروس.
ولذا، لا ينبغي أن يقلق الناس من الأطعمة التي يطلبون إيصالها إلى منازلهم، ولكن من المهم غسل الأيدي بعد استلام هذه الأطعمة.
- المُلقّحون قادرون على نقل العدوى: تُفيد التّقارير بأنّ اللّقاحات المتوفّرة توفّر حماية عالية ضدّ فيروس كورونا وتقلّل بدرجة كبيرة من احتمالات الوفاة لدى الفئات ذات الوضع الصحي الهش، غير أنّ اللّقاح لا يمنع انتقال العدوى وتكاثر الفيروس بشكلٍ كامل بين الملقّحين.
وفي هذا الصّدد أجرى فريق من الأطباء في مدينة لايبزيغ الألمانية فحصاً لمساعدي أطباء في مستشفى تمّ تطعيمهم، لمعرفة مدى سهولة تعرّضهم للعدوى ونقل الفيروس لغيرهم. ونقل القسم العلمي لموقع شبكة "إم.دي.إير" الألماني نتائج هذه الدّراسة التي كان من بين أهدافها، تحديد ما إذا كان يتعيّن تخفيف القيود الاجتماعية لصالح المُلقحين.
وأوضح الموقع بهذا الصّدد أنّ "الباحثين في لايبزيغ حذّروا من منح أي تسهيلات متسرّعة. والسّبب هو أنّه بالرّغم من التطعيم، لا يزال بإمكان الفيروس التّكاثر في الأغشية المخاطية للحلق، لذلك لا يزال بإمكان الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم نقل العدوى حتّى لو لم يشعروا بها بأنفسهم.
- يمكن للمرء أن يُصاب بكوفيد أكثر من مرّة: حيث خلص بحث أجرته وكالة الصحة العامّة التّابعة للحكومة البريطانية إلى أنّ غالبية الذين أصيبوا بكوفيد-19 (83 في المائة منهم تحديداً) يكتسبون مناعة تدوم لخمسة شهور على الأقل.
ولكن يتمّ اكتشاف حالات إصابة لمرة ثانية في عدّة بلدان، ولو أنّ ذلك أمر نادر الحصول، والقلق الأكبر الذي يساور خبراء الصحة العامّة يتعلّق بالإصابة بفيروسات كورونا المتحوّرة (أو المتحولة).
نسأل الله السلامة للجميع والشفاء للمرضى، ولا بد من الالتزام بكافّة الاحتياطات والإجراءات إلى أن يزول هذا الكابوس المرعب، ونرجو أن يكون الالتزام بالغذاء الصحي والتهوية السليمة والعودة للطبيعة، أسلوباً للحياة للحفاظ على صحة عامّة سليمة وللوقاية من مستجدات لا نعلمها بعد.