إيمان مصطفى
يستمرّ الإنخفاض في عدد إصابات كورونا اليوميّة في لبنان، إذ أعلنت وزارة الصحة في تقريرها أمس (الخميس) تسجيل 394 إصابة بكورونا و7 حالات وفاة. وسط الحديث عن تحسّن إيجابي في المؤشرات المتعلّقة بالفيروس. فبعدما أعلن مستشفى "رفيق الحريري الجامعي" إغلاق أحد أقسام العناية المركّزة التي كانت مخصّصة لمرضى كورونا، أشار المدير العام لمستشفى "سان جورج" حسن علّيق في حديث صحفي إلى فراغ بعض الأماكن من المصابين في المستشفى الذي كان نفسه إلى ما قبل شهرٍ ممتلئاً. ليعلن أيضاً مستشفى "بهمن" خلو طابق بأكمله من مرضى كورونا. فهل ستستمر أعداد الكورونا في التّناقص في لبنان؟ وكيف سيكون الوضع الوبائي في المرحلة اللّاحقة؟
في حديثه لموقع "كورونا نيوز"، يُشيد الأستاذ والباحث في عِلم الفيروسات في الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) الدّكتور حسن زراقط بهذا الإنخفاض، خصوصاً لناحية تخفيف العبء عن كاهل القطاع الطبّي. ويلفت إلى أن "انخفاض الإصابات حالياً مؤشر إيجابي، ومرتبط باللقاح الذي ساعد في تدني الأرقام، خصوصاً لناحية تطعيم الفئة الأكثر عرضة للإصابات الحادة". ويعتقد زراقط أنّ "تغيّر المناخ وحلول فصل الصيف له الدور الإيجابي بتراجع الإصابات، وهذا ما شهده اللبنانيون الصيف الماضي أيضاً".
ومن المحتمل، على ما يرى زراقط، أن نكون أمام موجة جديدة مع حلول فصلي الخريف والشتاء.
"لا يمكننا أن نطمئن"، يُتابع زراقط، رافضاً القول إنّها النهاية، إذ لا نزال على مسافة بعيدة من تحقيق المناعة المجتمعية. والمبادرات التي نراها لتوسيع حملة التلقيح "جداً مشجعة"، بحسب زراقط، الذي يعتبر أنّ "استمرار الإنخفاض في الإصابات يعتمد على نسبة التلقيح قبل حلول فصل الخريف، وبناء على هذه النسبة نستطيع تقدير عدد الإصابات والوضع الوبائي في المرحلة المُقبلة".
ويضيف: "كما أنّنا لا نعرف ما إذا كانت السّلالات الجديدة ستشكّل مصدراً للقلق، وتخفّف من فعالية اللقاحات"، ولا يخفى علينا الأثر الذي قد يشكّله المتحوّر الأفريقي أو الهندي على فعالية اللّقاحات. ويلفت زراقط إلى أنّ "اللّقاحات كـ "فايزر" و"موديرنا" أثبتت فعالية بنسبة جيدة ضدّ المتحوّرات، ولكن قد تضعف فعالية لقاح "أسترازينيكا" - على سبيل المثال - أمام تغيّرات الفيروس". لذلك، من الأفضل أن نكون أكثر يقظة وليس أقل في هذه المرحلة؛ حيث يمكننا استغلال هذه الفترة "للملمة" القطاع الطبي المنهك وتدعيمه، وزيادة الوعي لدى المواطنين.