محمد باقر ياسين
تتسارع عملية التّحصين ضدّ فيروس كورونا في لبنان بُغية الوصول إلى المناعة المجتمعية بأسرع وقتٍ ممكن، وترافق هذه العملية بعض التّحديات منها ما رواه مواطنون لموقع كورونا نيوز عن أسباب صحية حالت دون تلقيهم لقاح كورونا، فما هي هذه الأسباب التي تمنع إعطاء أي من المواطنين اللقاح؟ وما هو البديل؟
تحدّث بعض المواطنين ممّن تمّ اتّخاذ إجراء بعدم إعطائهم اللّقاح لأسباب صحية، عن تجربتهم التي اعتبروها مريحة لأنّها عزّزت لديهم الثّقة بالجهة المشرفة على العملية، وروت مواطنة (فضّلت عدم ذكر اسمها) ما حصل معها في مركز مستشفى الساحل، حيث دخلت لتلقّي لقاح استرازينيكا وكان الاستقبال فيه الكثير من الودّ، فجرى التأكّد من بياناتها وموعدها وبعدها طرحوا الأسئلة المعتادة عن الحالة الصحية، وعندما قالت لهم إنّها تُعاني من تجلّطات حديثة حوّلوها على طبيب مشرف على عملية التّلقيح فقرّر عدم إعطائها اللّقاح، وتقول المواطنة المذكورة إنّ "هذا الإجراء عنى لها الكثير، لأنّه يعبّر عن حرص على أرواح المواطنين".
وفي حالة أخرى شكّ فيها الكادر الطبي بوجود إنفلونزا وطبعاً إمكانية إصابة المواطنة بكورونا، كذلك تمّ رفض إعطائها اللقاح وطُلب منها إجراء فحص PCR للتّأكد من خلوها من الفيروس، قبل إعطائها اللّقاح. وهذه الحالات تستدعي التّساؤل ما هي الأسباب الصحية التي تستوجب منع أخذ لقاح كورونا؟ لذا حمل موقع كورونا نيوز هذا السؤال إلى الأستاذ والباحث في عِلم الفيروسات في الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) الدّكتور حسن زراقط، الذي قال إنّ "الفئات العمرية الممنوع فيها أخذ اللّقاح هي دون 18 سنة للقاح أسترازينيكا. أمّا لقاح فايزر فقد توافق عليه من قبل منظّمة الدواء والغذاء الأمريكية fda لعمر 12 سنة وما فوق.
وعن الأشخاص الذين ظهرت عليهم حساسية شديدة بعد أخذهم لقاح كورونا، "يمنع عليهم أخذ جرعة ثانية من نفس اللّقاح، وعندها يجب أن يأخذ لقاحًا آخر. وفيما يتعلّق بالحساسية الموسمية أو من لديهم حساسية الربو فبإمكانهم أخذ اللّقاح بشكلٍ طبيعي. أمّا الذين لديهم حساسية على أدوية معيّنة فعليهم الانتظار لفترة نصف ساعة في مركز التّلقيح بعد أخذهم للقاح وذلك لمراقبتهم عن كثب".
وعن المُصابين بأمراض مستعصية ومزمنة والأمراض المناعية، يقول الدكتور زراقط إنّه "من الأفضل لهم أخذ اللقاح".
وعن المرضى الذين يأخذون الكورتيزون كمادة علاجية داخل الدواء، فإنهم ينقسمون إلى فئتين: الفئة الأولى الذين يتناولون هذه المادة بشكلٍ مستمر ويومي، وفئة ثانية يأخذون هذه المادة لفترة زمنية محدّدة، فالفئتان تستطيعان أخذ اللقاح ولا مانع من ذلك بعد إستشارة الطبيب المختص. أمّا المرضى الذين يأخذون أدوية للمناعة لأنهم يعانون من مرض الروماتيزم أو أمراض مناعية مختلفة لا يستطيعون إيقاف الدواء لأخذ اللّقاح، فهذا المريض يجب أن يراجع طبيبه المختص ليحدّد له الآلية والوقت المناسبين لكي يستطيع أخذ اللّقاح.
ولدى سؤاله عن المرضى الذين تعرّضوا لتجلّطات، فيقول أنّه "ليس من الضروري أن تحصل لهم تجلّطات نتيجة أخذهم للقاح أسترازينيكا وذلك لوجود رابط علمي ضعيف بين اللّقاح والتّجلط، ولو أنّه من النادر جدًا أن يحصل لديهم تجلّطات لذلك يلجأ البعض إلى تفضيل إعطائهم لقاحا آخر (فايزر مثلا) وذلك لتجنّب احتمال حصول تجلّطات بعد أخذ لقاح أسترازينيكا".
أمّا عن المرأة الحامل والمرضعة، فشرح "أنّ الدّراسات لم تجرَ على هذه الفئة لأنّه عادة ما يتمّ استبعادها. وتصدر توصية على ضرورة أن تستشير طبيبها المعالج. أمّا دراسات أرض الواقع فأثبتت بأنّه لا توجد أي مخاطر لأخذ المرأة الحامل والمرضعة للقاح ويعود قرار أخذه إلى الطبيب المعالج الذي يقدّر المخاطر ويعطي قرار أخذ اللّقاح من عدمه. أما في لبنان فإن معظم الأطباء النسائيين يوصي بأخذ اللّقاح لأنه لم تسجّل أي مشاكل بهذا الخصوص".
وعن الذين يعانون من أمراض الغُدد، فيؤكّد الدكتور زراقط أن "لا مانع لديهم من أخذ اللّقاح والأفضل العودة إلى الطبيب المختص". وختم الدكتور زراقط بأنّه "لغاية الآن لا توجد حالة طبية تحول دون أخذ اللّقاح. لذا وبسبب الانتشار الكبير للفيروس في لبنان، فمن الأفضل أن يأخذ الجميع اللّقاح لكي نصل إلى المناعة المجتمعية بوقتٍ أقصر".
وزارة الصحة:
وبالحديث عن البديل للأشخاص الذين تمّ منعهم من أخذ اللّقاح، أكّد مصدر بوزارة الصحة اللّبنانية أنّه "بحال المريض لم يحجز موعداً على المنصّة يجب أن يرفق شرحه لحالته الصحية بتقرير من طبيبه المختص أو أن يحضر هذا التقرير إلى الجهات المعنية والمتواجدة في وزارة الصحة، أمّا بحال أخذ الموعد أو الذّهاب لتلقّي اللّقاح ومنع من ذلك لسبب صحي، فيعاود التّسجيل على المنصّة ويرفق طلبه بتقرير صحي من طبيبه المختص، أو يرسله أيضاً إلى مبنى الوزارة".
ونصح المصدر "كلّ من يجد لديه الموانع من أخذ لقاح معيّن أن يستشير طبيبه المختص ويأتي بتقريرٍ منه بحال وجود مانع صحي، لكي يرفقه بطلبه عند التّسجيل بمنصّة اللّقاحات التّابعة للوزارة".