خاص كورونا نيوز
إذا كان من إنجازات تُسجّل لحكومة تصريف الأعمال فهو نجاح وزارة الصحة في الإحتواء الكبير لانتشار فيروس كورونا أوّلاً. وتحرّك وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أمام جشع المحتكرين الذي وصل حدّ تهديد حياة اللبنانيين ثانياً. فقد قام حسن بحملة مداهمات لمستودعات محتكري الأدوية والأجهزة الطبية، والتي كشف خلالها عن جشع يفوق حدّ الجريمة مع إخفاء للأدوية والتّجهيزات ومنعها عن المرضى، ونسب أرباح تفوق الـ 1500 في المئة.
وإلى اليوم، يواصل حسن جولة المُداهمات التي بدأها منذ العاشر من الشّهر الجاري على مستودعات المستلزمات الطبية. فقد نفّذ حسن حملة دهم شملت ثلاثة مستودعات لمُستلزمات غسيل الكلى، والمغروسات الطبية والكواشف المخبرية، في كلّ من الصنائع الحمرا والأشرفية وسنّ الفيل. وأظهر الكشف والتّقصي الذي قام به بمؤازرة أمنية من قِبل مدّعي عام التّمييز، أنّ المستودعات تحتوي على بضاعة مدعومة تكفي حاجة السّوق اللّبناني لغسيل الكلى لمدّة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر على الأقل، إضافة إلى بضاعة تنتظر تأكيد الدّعم من مصرف لبنان المركزي. وبعد دهمه مستودعات الأدوية والحليب ومستلزمات غسل الكلى في الحازمية، داهم حسن أيضاً مستودعاً للمعدّات الطبية لجراحة العظام في منطقة سدّ البوشرية، وضبط تلاعباً في أسعار المعدّات المدعومة بفارق كبير تعدّى نسبة الـ 1500 في المئة.
حسن: الأمن الصحي خطّ أحمر
الوزير حسن كان قد أكّد في حديثٍ له لقناة "المنار" أنّ "الأمن الصّحي خطّ أحمر والمداهمات التي يقوم بها لا تَستهدف أحدًا بل تواجه الإحتكار والفساد لحماية جميع المواطنين بشتّى أطيافهم المذهبية والمناطقية"، مضيفاً أنّ "الوزارة تقوم بجردة لستة وثلاثين مستودع مستلزمات ومغروسات وكواشف طبية من بينها ثلاثة في الضاحية الجنوبية وليس من خطوط حمر في هذا المجال". وطمأن المواطنين أنّ "المستلزمات مكدّسة في المستودعات، ما يدل على أنّ التّجار كانوا ينتظرون اللّحظة الصفر لإعلان رفع الدّعم كي يبيعوا البضاعة المشمولة بالدّعم بسعر صرف السوق. لذا، كان يجب مواجهة هذا التّحدي والتّحرك لأنّ المواطن هو الحلقة الأضعف". وتوجّه للشركات قائلاً "إنّ البضاعة ستعفن عندكم ولن نقبل حتى لو رفع الدّعم بأن يتمّ بيع البضاعة المدعومة بغير السعر المدعوم".
سكرية: مداهمات وزير الصحة كشفت ما وثّقناه من فساد في هذا البلد
بدوره، رئيس الهيئة الوطنية الصحية "الصحة حقّ وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية رأى في حديث لموقع "كورونا نيوز"، أنّ "مداهمات وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن كشفت ما وثّقناه من فساد في هذا البلد"، مضيفاً أنّنا "قد طرحنا السرقات الخيالية في المستلزمات الطبية في الإعلام وأوردنا تفاصيل كثيرة في كتاب الصحة حقّ وكرامة". وشدّد على أنّ ما قام به وزير الصحة من مداهمات وكشف جشع بعض الوكلاء والمستوردين وإستغلالهم لمرض الناس وآلامهم هو خطوة مهمة ومقدّرة.
وفي الوقت الذي أكّد فيه أنّه يُشدّ على يد وزير الصحة في المداهمات، طالبه في المقابل بتحريك أجهزة التّفتيش، بخاصة التفتيش المركزي، معتبراً أنّ هذا بالأساس دورهم. وإذ شكر حسن على خطوته التي اعتبرها صدمة إيجابية، آمل أن يأخذ التّحقيق مجراه ويكشف المحتكرين والفاسدين، لأنّ الوزير لوحده لن يصل للحلول الجذرية. وشدّد على أنّ "ما كشفه حسن من استغلال حاجة المرضى وجني أرباح خيالية في ظلّ الضائقة الإقتصادية خطوة في الإتجاه الصحيح، يجب أن تتوّج بوضع الأُطر القانونية الرّادعة للتّلاعب بصحّة النّاس".