إيمان مصطفى
مرّ نحو عام ونصف على فيروس كورونا، وما تلاه من تغيير في المُعاملات الحياتية. وفي الوقت الذي بدأ الخوف من الفيروس يزول تدريجياً في لبنان، خصوصاً عند بدء التّطعيم باللّقاحات المضادّة، يتساءل اللّبنانيون عن تطوّرات الفيروس المُقبلة. فماذا ينتظرنا؟
في هذا الخصوص، يؤكّد نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) الدكتور محمد حميّة في حديثه لموقع "كورونا نيوز" أنّه بالنسبة لتطور فيروس كورونا، فإن بداية عام 2022 ستُصبح ديناميكية؛ أي أنّ انتقال العدوى سيُصبح مستتبًّا نسبياً، أي سينخفض الإنتشار الوبائي بشكلٍ كبير، وذلك في جميع البلدان لا سيّما في لبنان.
ويعود ذلك لعدّة عوامل، وفقاً لحميّة، فالفيروس في حدّ ذاته لم يعد قادراً على التّأثير على المناعة عبر استجداده بمتحوّرات أو تعديلات طفرية، فالمجتمعات أصبحت لديها المناعة الكافية لمقاومة أي تحوّر قادم وذلك أقلّه لمتوسّطي العمر. ثانياً، القدرة التي إمتلكتها البشرية للتّحكم بأي تعديل طفري جديد لاحقاً وذلك بسبب تطوّر المعرفة لمواجهة الفيروس علمياً. وثالثاً، ضعف الفيروس بحدّ ذاته في هيكليته البروتينية، وذلك بسبب اكتسابه تعديلات من الخلايا البشرية تجعله أقلّ تفاعلاً وحدّة.
وفي حين يُطمئن حميّة اللّبنانين، يشدّد في الوقت نفسه على ضرورة مواكبة كبار العمر كونهم حتى ومع ضعف ديناميكية العدوى، تبقى لديهم عوارض جانبية نتيجة الإصابة؛ ومنها الأوجاع في الرأس أو الإرهاق عند المسير وغيرهم من التأثيرات المزمنة، مما يستدعي عدم الإستخفاف والإهمال.
ومع ذلك، تبقى الوقاية في هذه المرحلة مهمّة، إذ يجب عدم التّراخي بالإجراءات على الرّغم من تخطّي لبنان شوطًا كبيرًا في مواجهة الفيروس، خوفاً من تجدّد موجة الإصابات في حال تفلّت الأمور.