خاص كورونا نيوز - إيهاب شوقي
كما ناقشنا مرارا وتكرارا حالة اللغط والبلبلة والرعب التي أصابت الشعوب بسبب تضارب تقارير كورونا، والتي تزيد من طينتها بلة، حالة الانفلات بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت بديلا اعلاميا لدى قطاعات واسعة من الجماهير، بما تحتويه من معلومات ير موثوقة ومجهولة المصدر، وبما تحتويه من وجهات نظر وتشكيكات وإيحاءات بالمؤامرات، والأدهى من ذلك، هو تضارب تقارير المنمات الصحية الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية.
هذه الحالة المنفلتة إعلامياً، والتي تؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة، منها كفر البعض بالوباء من أساسه واعتباره مؤامرة، ومنها الوقوع في حالات مأساوية من الخوف والوسوسة والاكتئاب، ومنها أيضا الاعتماد على مصادر متضاربة وفقا للثقة، فلا نجد نمطا موحدا في مواجهة الوباء، بل قد تتعارض خيارات المواهة بين قطاعات وأخرى.
ولعل المسؤولية الإعلامية تفرض هنا نوعا من الفرز والتروي قبل نشر إية أخبار أو تقارير أو دراسات، وخاصة إن لم يترتب عليها شيئا احترازيا، وخاصة ايضا ان كانت نتيجة نشرها تدعو الى الرعب والارتباك والاوهام وفساد الحياة.
ولعل مصداقاً لما نريد أن نشير إليه، تقارير من نوعية تقرير روسي حديث، لم نرصد بعد قراءته فائدة من منظور الاحتراز، بل نرى نتيجته الوحيدة هي الرعب لدى الجماهير، ولهذا اخترنا إلقاء الضوء عليه كنموذج للتقارير التي نتحدث بصددها، ويقول التقرير ما يلي:
يقول الأطباء إنهم يمكن أن يخطئوا الآن في التعرف على "كوفيد – 19" والإنفلونزا وغالبا ما يخلطون بين المرضين.
ويقول التقرير أن الأعراض الأولى لعدوى فيروس كورونا تختلف الآن عن تلك التي كانت موجودة خلال الموجات السابقة، ويحذر الأطباء من أن المرض يمكن أن يتطور الآن مع الزكام والتهاب الحلق، وأما الأعراض الشديدة فتظهر قبل ذلك بكثير.
التقرير نشرته صحيفة "خدمة الأنباء الاجتماعية" الروسية ونشره عنها موقع روسيا اليوم، ومما ورد به من تفاصيل إضافية، أن البعض يعتقد أن ذلك يشير إلى أن " كوفيد – 19" أصبح أقل خطورة لكن الأمر ليس كذلك، بل على العكس من ذلك، فإن الأطباء على يقين من أن المرض أصبح أكثر دهاء.
ونقل التقرير عن دميتري بيلياكوف، رئيس نقابة المسعفين: "إذا ظهر الالتهاب الرئوي سابقا لدى المرضى في اليوم السابع ، فيمكن أن يحدث الآن في اليوم الثالث". مع ذلك فإن الفيروس التاجي تبنى، إلى جانب نزلات البرد والإنفلونزا، الصمم والدوخة وفقدان حاسة الشم. ويقول الأطباء أن هذا الأمر يدل على أن الفيروس يوجه ضربات مؤلمة خطيرة إلى الجهاز العصبي.
وحذر الطبيب، ألكسندر إديجر، من أن "محاولة النهوض المفاجئ يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالإغماء وحتى الغيبوبة. وقد يصاب المريض باضطراب سريع للجهاز العصبي المركزي. وتظهر كل هذه الأعراض فورا أو في اليوم الثاني ويمكن أن تستمر لمدة أسابيع".
أما الأعراض السابقة التي كانت تتجلى في اضطرابات عمل الجهاز الهضمي فأصبح أكثر وضوحا. ويهضم المريض الآن بشكل سيئ حتى الحبوب والحساء.
وهنا لنا أن نتساءل، ماذا يفيد هذا التقرير وإلى ماذا يقود سوى إلى الوسوسة والخوف من أي حالة من حالات البرد المعتادة أو التهاب الحلق العرضي وخاصة في فترة تغير الاحوال الجوية والاقتراب من الشتاء.
هل تفيد مثل هذه التقارير في اتخاذ احتياطات ما للسلامة أو الوقاية من شئ؟ أم أنها تقود فقط الى الرعب وفساد الحياة.
هنا نحن لا نهاجم الصحيفة الروسية أو موقع روسيا اليوم، ولا نتهمهم بشئ، ولكننا نشير إلى حالة اعلامية نراها سلبية، ونرى أن التركيز على الدعم المعنوي للشعوب والذي له علاقة مباشرة بسلامة الجهاز المناعي، والتركيز على الوعي والتغذية والاجراءات الاحترازية، هو الأنسب وهو الدور الاعلامي المسؤول، بعيدا عن ثقافة السبق الصحفي أو ملأ الصفحات بتقارير حديثة دون فرز ودون النظر لما يترتب عليها من تبعات.