(محمد أ. الحسيني\ كاتب واعلامي لبناني)
ارتفاع كارثي في عدد الإصابات بفيروس "كورونا"، هو مؤشر لاحتمال تفلّت الأمور وخروجها عن السيطرة، أي باختصار العودة إلى نقطة الصفر.. هذا ليس كلاماً أو تقديراً، وليس تخويفاً أو تهويلاً، هذه حقيقة أعلنتها المواقف وأثبتتها الأرقام، فإلى أين نتجه غداً؟!
هذه الكارثة المستجدّة المرجحة للتفاقم ليست نتيجة تقصير الحكومة ولا الوزارة المعنية، فالقاصي والداني اعترف بأن ما تم إنجازه على المستوى الوطني لمواجهة جائحة الموت قلّ نظيره على مستوى العالم، ولكن إهمال الأغبياء من الناس الذين تراخوا وأهملوا واجبهم تجاه أنفسهم أولاً، وتجاه محيطهم الخاص ومجتمعهم العام ثانياً، أسفر عن عودة الأرقام إلى الارتفاع.
الأزمة لم تنتهِ، بل إن الاسترخاء غير المبرّر من المقيمن والعائدين إلى لبنان، والتصرّف اللامسؤول من بعض المجرمين بحق أنفسهم وبحق بيئتهم الخاصة أدّى إلى ارتفاع مستوى الخطر إلى أعلى مستوياته، ليعود التهديد إلى مستوياته الحرجة.
ليس في هذا الكلام مبالغة، بل هو واقع يتجاهله الأغبياء الذين يختبئون وراء حجج واهية، بعضها بلبوس ديني متحجّر، وبعضها بذرائع معيشية واقتصادية يغذّيها حيتان المال ووحوش الدولار، وبالتالي لم يعد من بدّ سوى التوجه لإقفال البلد والحظر الشامل لكل من تسوّل له نفسه الإشتراك بالجريمة اليومية التي تحصل في لبنان، وعلى الأجهزة الرسمية أن تضرب بيد من حديد كلّ متهاون بحياته وحياة غيره وحظره في أقبية المجرمين..
أيها المستهتر.. إذا أردت الموت فمُتْ وحدك، وكفّ شر استهتارك عن الاخرين..
أيها الغبي.. إذا هانت عليك حياتك رخيصة فحياة الناس غالية وليست لعبة بيدك..
كفاكم استهتاراً.. فجائحة الموت ليست مزحة أو مرضاً يزول بحبة دواء، بل هي موت يتهدّد الكل في لحظة غباء وجهل.. ويمكننا التغلّب عليها في محطة وعي ومسؤولية.. فماذا تختار لحياتك ومستقبلك؟!