إيهاب شوقي
تقول التقارير الإخباريّة أنّ رقعةُ انتشار المتحوّر الجديد أوميكرون الذي بات يقضّ مضجع العالم مع وصوله لنحو تسعين دولة من بينها بلدان عربية، تتّسع كالنّار في الهشيم.
وتُضيف أنّ تضاعف أعداد المُصابين بالمتحوّر الجديد على نحو سريع في أنحاء العالم، أدّى إلى اتّخاذ تدابير وقائيّة ورفع حالة التأهّب خاصّة قبل أيّام قليلة من احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة.
ومع دقّ المتحوّر ناقوس الخطر، بما يهدّد بإغلاقات جديدة، كشف المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أنّ سلالة أوميكرون تنتشر بشكلٍ أسرع من المتحوّر دلتا وتصيب المطعّمين ومن تعافوا من المرض، مشدّدًا في الوقت نفسه على ضرورة وضع حدّ لهذا الوباء في نهاية العام المقبل.
وهذا التّصريح يفتح الباب لعدد من الأسئلة الحرجة، يمكن أن نسأل بعضاً منها كما يلي:
أولاً: ما هو مدى نجاح الإغلاق والإجراءات والتّدابير الاحترازية في الحدّ من انتشار الفيروس وقد مضى وقت يكفي للتّقييم ولو بشكلٍ تقريبي؟.
ثانياً: هل توقّعت الأوساط العلمية تحوّرات الفايروس وسلالاته الجديدة، وهل كان في الحسبان عند صناعة اللّقاحات وجود متحوّرات يمكنها مقاومة اللّقاحات وبالتالي تصبح اللّقاحات دون جدوى؟
ثالثاً: هل للقاحات دور في التّحورات الجديدة أم أنّها تحورات ناتجة عن المناعة البشرية أو مناعة القطيع؟
رابعاً: هل ترجع الإصابات الجديدة للمتعافين إلى أنّه فيروس دوري لا يوجد له علاج نهائي وبالتالي لا جدوى للقاحات؟
خامساً: ما هي صيغة الخطاب العلمي الموجّه للجماهير في إطار التّوعية بعد تساوي فرص الإصابات بين المتعافين ومن تلقوا اللّقاح ومن لم يتلقوه؟
هي أسئلة نرى أنّها تدور في الذّهنية العامّة، وربما تكون وراء الحالة الغالبة من استهتار الشعوب بالإجراءات وحالة العزوف الموجودة عن اللّقاحات، وربّما تعطي وجاهة للاحتجاجات ضدّ اللّقاحات الإلزامية.
والسؤال الأخطر هنا، هل هناك في الأفق رؤية عملية للقضاء على الفيروس، أم تتّجه الرؤية للتّعايش معه، أم هناك ارتباك واضطراب في الرؤى يلازمه اضطراب في المواجهة والتّخطيط؟
وهناك سؤال أيضاً نراه يشكّل هاجساً كابوسياً، وهو يتعلّق بمدى تحمّل اقتصادات الدّول لهذه الحالة وتحمل المؤشرات الاقتصادية لحالة عدم اليقين وتداعيّات ذلك على القطاعات الاقتصادية والأسعار وفرص العمل والعملات الوطنية؟
تساؤلات يحملها العام الجديد ولا يبدو لها إجابات في هذا الأفق والذي يخلو أيضا من إجابة حول الفيروس ومصيره والذي لم يحسم أصله من الأساس حتّى الآن!!!