(محمد باقر ياسين)
يعيش اللبنانيون اليوم موجة جديدة من الخوف مع عودة ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا حيث وصلت حتى اليوم حسب التقرير الصادر عن وزارة الصحة العامة الى 870 حالة بعد مرور 82 يوما على تسجيل اول حالة اصابة بكورونا في لبنان. فهل ستبقى هذه الموجات مقرونة بارتفاع الحالات؟ وما هو وضع الفيروس في لبنان اليوم؟ وما هي سبل الخلاص؟
كلما ارتفع عداد الاصابة بكورونا كلما عاد الحذر لدى اللبنانيين وعاد التقيد باجراءات التباعد الاجتماعي والعكس صحيح أيضاً. هذا جراء المزاج اللبناني الذي لا يتحرك الا اذا شعر بالخطر، ولا يقوم الا اذا احس بان النار ستصل إليه. فكلما كان الخطر بعيدا فهذا الامر لا يعنيه. هذه العقلية الخاطئة لا تنفع مع الوباء فهو ليس لعبة، ولا يستهان به فقد أصاب غالبية دول العالم ولم تسلم منه سوى بعض الدول التي لا تتجاوز أصابع الكف الواحدة. فقد خلف إلى يومنا هذا قرابة 4.2 ملايين مصاب توفي منهم قرابة 286 الفا. غفلة صغيرة وتهاون في الاجراءات يعيدنا إلى نقطة الصفر ونضيع كل الجهود التي بذلت والنجاح الذي تحقق في الآونة الاخيرة حيث اكثر من يوم سجلت صفر إصابات محلية. فمن هنا ما هو وضع كوفيد-19 في لبنان اليوم؟
يعتبر لبنان اليوم من الدول التي استطاعت السيطرة على تفشي الوباء العالمي، فقد سجلت ليومنا هذا 870 حالة في غضون 82 يوما اي بمعدل 10.6 إصابات في اليوم الواحد. وهذا اذا ما قورن بالدول التي أصابها الوباء يعتبر معدلاً جيداً ولا يشير إلى القلق. لكن هذا النجاح الذي تم لم يأتِ من فراغ. فهو نتاج جهد متواصل من الحكومة وعلى رأسها وزير الصحة حمد حسن والتزام المواطنين. لكن هذه النتائج هشة ولا يمكن النوم على الحرير والتفلت من إجراءات الوقاية ومن احترام التباعد الاجتماعي. فبغمضة عين يفتك كورونا بنا من جديد ويخرج عن السيطرة فهل هذا ما نريد؟
سبيل الخلاص يكمن بأيدينا وبإرادتنا. ولا يمكن لأي حكومة وأي وزير ان ينقذ الشعب إذا ما كان الشعب متعاوناً ومكملاً لهذه المنظومة الحامية من كورونا. فما شهده لبنان من تفلت من اجراءات الوقاية ومن خرق التباعد الاجتماعي مخيف جداً. فقد نسي اللبنانيون الوباء وعادوا للتسليم بالكف واستقبال الزوار وحتى التقبيل. مهلاً فنحن لم ننتصر على كورونا بعد ولم ينتهِ الوباء. عودوا إلى الجدية في التعاطي مع كورونا. لأننا إن لم نلتزم سنسمح للفايروس بالقضاء علينا. صبراً أيها اللبنانيون فما النصر إلا صبر ساعة.