إيهاب شوقي
تضاءل الاهتمام بجائحة كورونا في الاعلام الدّولي واكتَفت التّقارير بنشر بعض الأرقام والاحصائيّات، وتغطية بعض اخبار الدّراسات والتي ركّز معظمها على تداعيات ما بعد الإصابة، وكأن هذه الحالة تشير إلى قرب الإعلان رسميًا عن انتهاء الجائحة!!!
وأشار أحدث تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة أنّ عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا انخفض الأسبوع الماضي بنسبة 21٪ في جميع أنحاء العالم، وهو الأسبوع الثالث على التّوالي بحسب ما ذكرته منظّمة الصحّة العالمية.
موضع الشاهد هنا أنّ لغة التّخويف والتّهويل والإغلاق الاقتصادي تراجعت إلى درجة كبيرة، ويمكنُنا القول أنّها تلاشت إذا ما قورنت بتسيُّد اخبار الحرب في أوكرانيا والعمليّة العسكرية الروسية الخاصّة بها.
ومن الطبيعي أن تُسيطر اخبار الحروب على الاعلام ولكن هل من الطبيعي أن تختفي معها اخبار جائحة عالمية؟
وهو ما يدعو للريبة وخاصّة وأنّ اللّهجة المُتراجعة سبقت الحرب ويمكن رصد هذا التّراجع التّدريجي في الزّخم منذ عدّة أسابيع.
وهذا يقودنا للتّشكّك في نوايا الاعلام العالمي ومؤسّسات الميديا الدوليّة التي تفرض على الشعوب ما يجب أن تهتمّ به وتُتابعه، وما وراء ذلك من أغراض.
هنا لا نتحدّث عن نظريّات المؤامرة، ولكن نرصد ملامح المؤامرة بشكلٍ عملي، والفارق هو أنّنا لا ننكر وجود الفايروس ونسعى لترويج أنّها حرب بيولوجية أطلقت غازاتها في الهواء، ولا نروّج لنظريات زراعة شرائح التجسّس في اللّقاحات أو التّغيير الجيني وكلّ ما ارتبط بنظريّات المؤامَرة.
ولكنّنا نرصد مؤامرة ترويع الشعوب والتّركيز على الفايروس بعينه وعدد الإصابات والوفيّات، وحتميّة الإغلاقات، ثمّ حرب اللّقاحات والتّرويج للقاحات بعينها وما ترافَق مع ذلك من تجارة وأرباح.
كما يُمكن رصد توظيف الجائحة في الحرب التّجارية العالمية والوضع المَأزوم للغرب في الميزان التّجاري مع الصين وما أحدثه الإغلاق من كبح لجماح التفوّق الصيني ومنع توسيع الفجوة.
واليوم تتراجع بشدّة لغة التّرويع وكأنّ الأوامر صدرت للميديا بتخفيف اللّهجة للانتقال إلى موضوعات أخرى مع الاحتفاظ بهامش للعودة عند الحاجة لتوظيف الجائحة.
ولعلّ هذا الهامش للعودة، قد افتتحته هيئة بي بي سي بتقرير يقول أنّ النّجاة من الوباء لا تكون دائما هي نهاية القصّة، فبعض الفيروسات يمكن أن يكون لها آثار صحيّة تستمرّ لعقود، وهو ما يؤدّي في النّهاية إلى مجموعة من الأمراض المدمّرة.
وهذا ينبئ بأنّ التوظيف القادم سيكون حول تداعيات الفايروس على الناجين من الإصابة، وهو موضوع مفتوح يمكن استخدامه لاحقاً عند الحاجة !!!
ما نقوله ليس بالضرورة أنّ الفايروس كان مؤامرة، ولكن توظيف الجائحة كان بالضّرورة مؤامرة.