إيهاب شوقي
وفقًا للوثائق المنشورة على بوابة الحكومة الأمريكية، والتي كشفتها وكالة سبوتنيك الروسية، فقد أجرى البنتاجون دراسات حول فيروسات الخفافيش التي تنقل فيروس كورونا، وذلك في المختبرات الحيوية في أوكرانيا ، وكذلك في العديد من البلدان الأخرى ، بما في ذلك جورجيا والصين.
وقد أظهرت الوثائق أنّه منذ عام 2017 ، أجرى مختبر أمريكي سرّي مثل هذه الدّراسات في مركز ريتشارد لوغار لأبحاث الصحّة العامّة في العاصمة الجورجية تبليسي.
كما اتّضح أيضًا أنّ الشركة المتعاقدة مع وزارة الدّفاع الأمريكية (DOD) قد درست فيروسات الخفافيش الناقلة لكورونا في ووهان ، الصين ، لعدّة سنوات "حتّى مارس 2020)"، عندما أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة (WHO) عن بَداية جائحة COVID-19.
وتمّ إجراء البحث في إطار برنامج مدّته خمس سنوات يسمّى 'فهم مخاطر ظهور فيروس كورونا الخفافيش'، وتمّ تمويل البرنامج من قِبَل وكالة الحدّ من التّهديدات الدّفاعية التّابعة لوزارة الدّفاع (DTRA) وتنفيذه شركة Eco Health Alliance غير الربحيّة ومقرّها نيويورك.
وبحسب الوثائق ، بلغ إجمالي التّمويل المخصّص لتنفيذ البرنامج حوالي 10.2 مليون دولار ، منها 6.5 مليون دولار ذهبت إلى جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وتركيا والأردن. تمّ تخصيص حوالي 3.7 مليون دولار للبحوث في الصين.
وقد نشرت هذه التقارير تزامنا مع إعلان المتحدّث باسم وزارة الدّفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أنّ المعامل البيولوجية المموّلة من الولايات المتّحدة في أوكرانيا تجري تجارب على عيّنات من فيروس الخفافيش.
وقال في إفادة صحفيّة إنّ 'الجانب الأمريكي يعتزم إجراء عمل على مسبّبات الأمراض من الطيور والخفافيش والزواحف في أوكرانيا عام 2022 ، مع انتقال إضافي لدراسة إمكانية حمل حمى الخنازير الأفريقية والجمرة الخبيثة'.
وقال كوناشينكوف إنّ الغرض من هذا العمل و 'الأبحاث البيولوجيّة الأخرى المموّلة من البنتاغون في أوكرانيا ، هو إنشاء آليّة للانتشار السرّي لمسبّبات الأمراض الفتّاكة'.
وقال بير إيغور كيريلوف ، رئيس قوات الدّفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي في القوات المسلّحة الروسية ، أنفقت الولايات المتّحدة أكثر من 200 مليون دولار على المعامل البيولوجية في أوكرانيا.
وقد اعترفت وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند بوجود 'مرافق أبحاث بيولوجية' تموّلها أمريكا في أوكرانيا.
وفي وقتٍ سابق اتّهمت الصين الولايات المتّحدة بإقامة 16 مختبراً على الأراضي الأوكرانية تقوم بأبحاث علميّة "غير شفّافة وخطرة"، مطالبة واشنطن بتقديم توضيحات بهذا الشأن، فيما نفت وزارة الصحة الأوكرانية صحة هذه المعلومات.
وفي مايو 2020، نقل موقع "الأنباء الأوكرانية" عن وزارة الصحة في أوكرانيا أنّ الولايات المتّحدة أقامت ثمانية مخابر لحفظ جراثيم بالغة الخطورة وذلك بذريعة ضرورة منع تطوير أسلحة بيولوجية. وكشفت وسائل إعلام أنّ وكالة الدّفاع المعنية بخفض التهديدات لدى البنتاغون قدمت مساعدات مالية لهذه المنشآت التي شاركت الوكالة في بنائها أو تحديثها، وذلك خلال الفترة من 2005 حتى 2014.
وفي العام 2019 ذكر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف أنّ الولايات المتحدة أقامت أكثر من 200 مختبر بيولوجي في مختلف بلدان العالم، بما في ذلك في بعض الدول المجاورة لروسيا، وفي مقدّمتها جورجيا وأوكرانيا.
وفي مقال هام وكاشف كتبته سفيتلانا ساموديلوفا، في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول مخابر الحرب البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا، ومحيط روسيا عموماً، وتحضيرها لأوبئة فتّاكة جديدة، ورد بالمقال أنّ العملية الروسية الخاصّة على أراضي أوكرانيا أجبرت علماء الفيروسات الأمريكيين على كنس آثارهم على وجه السرعة. ففي السادس والعشرين من فبراير، اختفت معلومات حول المختبرات البيولوجية الأمريكية من الموقع الإلكتروني لسفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا.
ووفقًا للخبراء، يعمل 16 مختبرًا بيولوجيًا أمريكيًا على أراضي أوكرانيا. يتمّ تصنيف بعضها، حيث يمكن إنتاج فيروسات قاتلة، بالسرية. والخطير أنّ هذه المخابر الحيوية ليست في مناطق نائية، إنّما بالقرب من المدن الكبيرة.
ونقل المقال عن عالم الفيروسات العسكري إيغور نيكولين قوله، "هناك 4 منها في كييف، و3 في لفوف، ويوجد أيضًا مخابر في أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك". التّجارب تنفّذ عمليًا بالقرب من حدودنا.
و"لم تصادق أمريكا قطّ على اتّفاقية حظر استحداث الأسلحة البكتريولوجيّة والتكوسينيّة وإنتاجها وتكديسها، ولا على تدمير تلك الأسلحة. لقد قاموا ببساطة بإبعاد هذه المختبرات الخطرة عن أراضيهم. وهي الآن تعمل كأنّما في منطقة رمادية. مختبراتهم البيولوجيّة لا تقتصر على أوكرانيا، إنّما هي موجودة أيضاً في جورجيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا. أي تحيط بـ (روسيا) كعدو محتمل. في هذه المختبرات، يختبر علماء الفيروسات العسكريون أحدث ما ينتجونه على مجموعات جينية محدّدة: على البشر والحيوانات والنباتات. وبالمناسبة، الصين محاطة أيضًا بالمختبرات البيولوجية الأمريكية".
وقال المقال أنّه لدى الاستخبارات الروسية معلومات تُفيد بأنّ عيّنات من فيروس الجدري نُقلت سراً إلى مختبر خاركوف في حاويات خاصّة. وقد انتشر خبر التقرير الذي أرسل إلى البنتاغون. وفيه، تحدّث علماء الأحياء الدّقيقة الأمريكيون عن نتائج مظفّرة. فقد تمكّنوا من تخليق بِنية فريدة من جينوم فيروس الجدري، يُمكن أن تتنكّر في شكل فيروس كورونا. وقد قال رجل الأعمال الأمريكي بيل غيتس مؤخّرًا إنّ الوباء القادم سيكون الجدري، الذي يتسبّب بوفيات تبلغ 90٪.
وهنا يمكننا ترجيح أنّ نظريات المؤامرة حول نشأة كورونا قد تتحوّل إلى حقائق وفضائح وليس مجرّد نظريات، وهو يعيدنا إلى بَداية الجائحة والاتّهامات التي وجهت لأمريكا بأنّها من صنعت الفيروس وارتدّ عليها!