إيهاب شوقي
رغم أنّ جائحة كورونا تظلّ تخيّم بظلّها الثّقيل على التّقارير العلميّة والثقافيّة، إلّا وأنّها تكاد تختفي شعبياً في عدّة بلدان، وخاصّة في الجانب المتعلّق بالإجراءات الاحترازيّة.
وتفيد التّقارير بأنّه، وعلى عكس العديد من البلدان الأخرى، تنتهج الصين استراتيجيّة الخلو تماماً من كوفيد 19 بهدف القضاء على الفيروس بالكامل من البلاد.
وهو ما يجعل الصين على رأس البلدان التي تشدّد في إجراءاتها بشكلٍ لا يختلف عن بَداية الجائحة.
ومؤخّرًا، بدأت العاصمة الصينيّة بكين اختبارات جماعية لملايين السكّان بعد ارتفاع حاد في حالات كوفيد 19، وسجّلت منطقة تشاويانغ 26 حالة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وهو أعلى رقم حتّى الآن في أحدث زيادة في بكّين.
كما شوهدت طوابير طويلة أمام المحال والمتاجر رغم تأكيدات الحكومة بتوفير إمدادات غذائية كافية، وسط مخاوف من أن تُواجه بكين وضعاً مماثلاً لما حدث في شنغهاي، التي شهدت إغلاقا عاماً لنحو 25 مليون شخص في منازلهم لأسابيع.
بينما على الجانب الأمريكي، أعلن كبير المستشارين الطبّيين الأمريكيين أنتوني فاوتشي، أنّ الولايات المتّحدة قد خرجت من وباء فيروس كورونا.
وأشار فاوتشي إلى أنّه "ليس لدينا 900 ألف إصابة جديدة يومياً وعشرات الآلاف من حالات الاستشفاء وآلاف الوفيات. نحن في مستوى منخفض الآن"، مضيفاً: "لذا نعم يمكن أن نقول أنّنا خرجنا من مرحلة الوباء".
وأوضح فاوتشي أنّ أمريكا يمكن أن تتمكّن من الحفاظ على المستوى الفيروسي منخفضًا، وذلك قد يكون بتلقيح الأشخاص كلّ فترة، وقد يكون ذلك مرّة واحدة كلّ عام".
ووفقاً للمراكز الأمريكيّة للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يبلغ المعدّل اليومي لحالات الإصابة بكورونا في البلاد 47407 حالة، بينما يبلغ المتوسط اليومي للوفيّات 330.
ورغم هذا العدد الضّخم من الإصابات المعلنة، فإنّ موقع اكسيوس الامريكي، يقول أنّ البيانات المتعلّقة بالحالات الجديدة أصبحت أقل موثوقيّة حيث تستمرّ البِنية التحتيّة للإختبار العام في التّراجع وتقلّ احتماليّة إبلاغ المسؤولين بنتائج الاختبارات المنزليّة.
وهنا يبرز تساؤل كبير حول الفارق بين التّعاطي الصيني والأمريكي للجائحة، فبرغم الفارق الرّهيب في أعداد الإصابات بين الصين التي لا يتخطّى عدد إصاباتها العشرات يوميًا، وبين أمريكا التي يصل عدد إصاباتها إلى عشرات الآلاف يومياً، نجد هذا الإغلاق وهذا التّعاطي الصارم الصيني، بينما تعلن أمريكا عن خروجها من الجائحة!
فهل هو تسيّب وإهمال أمريكي، أم مبالغات صينيّة، أم هو فارق اقتصادي لا تتحمّل معه المزيد من الإغلاق، بينما تتحمّل الصين المزيد في سبيل خلوّها من الفيروس.
في جميع الحالات فإنّ هذا التّباين يبدو غريباً ويزيد هذه الجائحة غرابة وريبة.