خاص كورونا نيوز
مؤخرًا، كانت كل المؤشرات توحي بنجاح لبنان في السيطرة على خطر فيروس كورونا، إلا أن حالة الاستهتار باجراءات التعبئة العامة والتباعد الاجتماعي التي شهدها البلد أعادت عقارب الساعة إلى الوراء. فهل نحن أمام موجة ثانية؟ وما المطلوب في هذه المرحلة؟
أسئلة حملها موقع "كورونا نيوز" لنائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) الدكتور محمد حميّة الذي توقع أن يتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا الألف نهاية الشهر الجاري، مشيرًا الى أن ما وصلنا اليه في الأيام العشرة الأولى من شهر أيار ليس موجة ثانية من الوباء، بل نتيجة التفلت من اجراءات التعبئة العامة الذي حصل بالدرجة الأولى من مخالطة المغتربين وبالدرجة الثانية من التراخي والاستهتار من قبل المواطنين بشكل عام. وأوضح أنه لتحديد الموجة الثانية لا بد من اعتماد معيارين، الأول هو انتشار الوباء مجددًا في كل دول العالم وليس حصرًا في لبنان والثاني هو انتشار الفيروس عبر هيكلية بروتينية جديدة تصيب البشر. وقال إن" هيكلية الفيروس الجينية في الشرق الأوسط نسبة لجينات الشعوب أقل تأثيرًا وفتكًا وأضعف سيطرة".
ووفق الدراسة التي أعدها حميّة -المتخصّص في علوم الجزيئيات الذرية والنانوتكنولوجيا- والمرفقة برسوم بيانية، فإن الإصابات التي عادت لتسلك المسار التصاعدي مردها الاستهتار باجراءات الوقاية من قبل اللبنانيين، وهو الذي ولد ارتفاعًا في أعداد المصابين، وانهى مرحلة الثبات الرقمي التي يرمز اليها الخط الاحمر، ودفع الى الانتقال وفق الرسم البياني الى الخط الاخضر الذي تفوق على الخط الاحمر، علما أن المفروض أن يتم تثبيت الارقام بين الخط الاسود والخط الارزق الذي يرمز الى حالات الشفاء.
وأكد أنه يمكننا تخفيف سرعة انتشار الفيروس والسيطرة عليه مجددًا اذا ما التزم المواطنون باجراءات التعبئة العامة والتباعد الاجتماعي والوقاية التامة، مما يساهم بثبات الأرقام، محذرًا من أننا قد نعود الى نفس الخطأ الذي حصل مؤخرًا اذا ما عاد اللبنانيون الى الاستهتار وستقع الكارثة.
وشدد على أهمية ضبط الأمور والعودة إلى الالتزام كي يتم تثبيت الأرقام، داعيًا الجميع لتحمل المسؤولية سواء المواطن المقيم في الداخل أو الوافد من الخارج، ناصحًا المواطنين بالعمل على مبدأ التكافل الاجتماعي كي لا يخرج البعض لطلب الرزق خوفًا من الجوع فتتفشى الكورونا.
وأكد أن المنحنى الوبائي مُتّجه نحو الثبات اذا ما التزمنا بالوقاية واجراءات التباعد الاجتماعي. ونبه الى أنه في حال حصول موجة ثانية سيكون الأمر أصعب بكثير من الموجة الأولى التي سنترحم عليها...