إيمان مصطفى
تصدر مفهوم "مناعة القطيع" الواجهة في لبنان، والذي يهدف إلى دفع المواطنين إلى اكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس، مع دعوة البعض إلى اتباع هذه الاستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا المستجد ورفع الاغلاق وعودة الحياة الطبيعية الى البلد. فهل مناعة القطيع هي الخيار؟ وهل انتقلت الحكومة الى التجربة الأوروبية في مواجهة الفيروس؟
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) الدكتور محمد حميّة، يؤكد لموقع "كورونا نيوز" أن دول العالم كلها على وشك أن تدخل مرحلة مناعة القطيع ولبنان من ضمنها طبعًا ولكن ليس الآن، خصوصًا بعد انخفاض أعداد الاصابات وتراجع الانتشار -الذي نتج عن الاستهتار مؤخرًا- بعد 4 أيام من حالة الطوارئ والاغلاق.
"فما هي مناعة القطيع؟"، يجيب حمّية: "هي الاعتماد على من يملك مناعة قوية ونقلها لمن يملك مناعة ضعيفة، سواء عبر الدم أو استخراج فيتامينات معينة من الجسم ووضعها في آخر، فالأجسام المضادة في الدم قد تعطي حماية من الإصابة بفيروس كورونا".
ويوضح أنه من المبكر الحديث عن اعتماد مناعة القطيع في لبنان، اذ إنها تعني أننا قطعنا الأمل من السيطرة على الفيروس وفي الوصول الى حالة الثبات فنعتمد على المناعة البشرية. ويشير حميّة الى أن الحل في لبنان اليوم ليس مناعة القطيع، إذ إن الأمور تحت السيطرة ولكن الاستهتار الاجتماعي لدى الناس هو ما يهتك الانجازات الصحية، لافتًا الى أن المطلوب اليوم حصر أرقام الاصابات وعدم الاستهتار من جديد، فمهما فعلنا من اجراءات.. الاستهتار سيوصلنا الى المراحل الأولى ويعيدنا الى الوراء.
ويحذر المواطنين قائلًا: "أيها المجتمع اللبناني أنت تقود البلد الى التهلكة، فإن أكملنا في هذه الحالة فالفيروس عائد بهيكلية متأقلمة وسيعتاد على أجسامنا أكثر وقد يصيب الأطفال والحيوانات ايضًا".
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc)، يقول إن الحكومة اللبنانية كانت تعتمد التجربة الصينية منذ بداية الأزمة، وعندما قامت بمناورة رفع اجراءات التعبئة العامة اعتمدت التجربة الأوروبية، ولكن نتيجة الاستهتار استدركت الأمور وعادت الى الخلف وفرضت حالة الطوارئ لأربعة أيام، مضيفًا: " وقد تعيد هذه التجربة على مدة زمنية أوسع قريبًا".