محمد باقر ياسين
تمر الجالية اللبنانية في البرازيل بحالة رعب في ظل انتشار فيروس كورونا في البلاد كالنار في الهشيم، مع فشل الدولة البرازيلية في السيطرة على الوباء، حيث سجل لغاية اليوم 293,357 إصابة و18,894 حالة وفاة جراء الوباء. هذا ويعتبر خبراء أن هذه الأعداد المعلن عنها هي أقل بكثير من الحقيقة بسبب عدم إجراء ما يكفي من الفحوصات المخبرية وأن العدد الفعلي للمصابين قد يكون أضعاف الرقم الرسمي بـ15 مرة، ومن المتوقع أن يصل انتشار الوباء لذروته في شهر حزيران المقبل.
في ظل هذا الواقع المرعب، ما هو وضع الجالية اللبنانية في البرازيل؟ فهذه الجالية لم تدخل في برنامج اعادة المغتربين، ولم يتم حتى الآن إجلاء أي فرد من اللبنانيين في البرازيل.
وللاطلاع على وضع الجالية اللبنانية في البرازيل أجرى موقع كورونا نيوز مقابلة مع أحد أفراد الجالية، ويقطن مدينة ساو باولو التي تتمركز نسبة 24% من إصابات البلاد فيها.
وقال المغترب اللبناني إن "هناك أناسا وضعهم صعب وخاصة في ساو باولو ومنطقة فوز دي ايغواسو، فكل شيء مقفل والأعمال متوقفة وعلى الجالية اللبنانية أن تدفع الايجارات أكان للمحل او المسكن، فالمحال التجارية هي مصدر الرزق الوحيد للجالية وبإقفالها أصبح على اللبنانيين أن يستعينوا بأموالهم المدخرة لشراء المواد الغذائية ودفع الايجارات وهذه الأموال غير متوفرة عند الجميع وهذا ما يهدد قدرتهم على الصمود".
وبالانتقال الى الحديث عن عدد الإصابات والوفيات بالفايروس بصفوف اللبنانيين، علمنا أن "هناك على الأقل 40 عائلة مصابة بالفايروس، ما يؤكد المعلومات التي تحدثت عن إصابة المئات بالوباء، في ظل عدم وجود إحصاءات دقيقة، ولم يقدّم ممثلو الدولة اللبنانية في البلاد أي أرقام رسمية عن عدد الاصابات والوفيات"، في ظل تأكيد حالة وفاة على الأقل جراء الاصابة بكورونا، وقد تم دفنه في المدفن الإسلامي في غوراليوس من دون المراسم المعتادة ومنع الأقارب من حضور الجنازة.
وبالحديث عن سبل الحماية التي تتبعها الجالية لمواجهة الوباء، أجاب بأن "الجالية اللبنانية تحمي نفسها كما يجري في كل الدول من جهة التزام بأساليب وادوات الوقاية، بدءا من التزام المنازل وارتداء الكمامات والكفوف وغسل اليدين باستمرار، والتسلح بالصبر والدعاء من أجل أن يمنّ الله على الجالية اللبنانية في البرازيل بالحفظ من الفايروس الذي يجتاح البلاد".
ويشكو اللبنانيون في البرازيل من تقاعس الدولة اللبنانية وممثليها عن الاهتمام بهم، ويقول المصدر الاغترابي، لا "الدولة اللبنانية ولا ممثلوها، لم نرَ أحدًا منهم ولم يقم أحد بالسؤال عنا، لا السفير ولا القنصل، فهناك بعض الجمعيات التي انشأها اللبنانيون تعمل على تقديم بعض المساعدات، أما السلطات البرازيلية فقد اتخذت قرارًا باقفال البلاد لمدة 6 أيام بشكل كامل وهذا ما سيفاقم وضع اللبنانيين أكثر".
ويقول إن "حالة الجالية صعبة جدًا، فإذا اصيب أحدهم لا يوجد له مكان في المستشفى نتيجة الاصابات اليومية التي تفوق استيعاب المستشفيات في البرازيل".
وعن إمكانية عودة اللبنانيين أسوة بما يجري في دول أخرى، أكد أنّه "لم يجرِ أي حديث معنا بهذا الشأن، فالجالية اللبنانية متروكة لمصيرها وتواجه الاصابة بالإجراءات الوقائية واللحم الحي والتضرع إلى الله ان يحمي الجالية من هذا الوباء".
وهذا الحديث يناقض ما صرح به سفير لبنان في البرازيل جوزف صياح لـ"نداء الوطن" عن أن "نسبة الاصابات في صفوف ابناء الجالية اللبنانية حتى اللحظة معدودة"، وتمنّى ان "تحافظ على هذه النسبة وان يختفي الوباء"، وتحدث عن "حالة وفاة واحدة لطبيب لبناني جراء إصابته بالفيروس خلال عمله في مستشفيات ساو باولو"، كما تحدث عن أن 400 لبناني سجل اسمه في القنصلية ينوون العودة، وهذا التصريح كان منذ 42 يوماً وما زال اللبنانيون ينتظرون دورهم، فهل سنتركهم فريسة للفايروس الذي لا يرحم؟