خاص "كورونا نيوز"
لطالما كانت زينة تعاني من وسواس النظافة، تُعقم يديها بشكل متكرر، وتهرع الى المغسلة بعد كل مصافحة يد، وتمضي أغلب وقتها في المنزل في ملاحقة الغبار وازالته، فالقضاء على الجراثيم والميكروبات هدفها.
ومع انتشار فيروس "كورونا"، ازداد وسواسها سوءًا، وغرقت في نوبات الشكوك: "هل أغسل يدي بما فيه الكفاية؟ هل التقيت بشخص مصاب ووضعت يدي على وجهي عن طريق الخطأ؟ هل أغراض السوبر ماركت تحمل الفيروس؟"، تشعر دائمًا أنها ستصاب بالعدوى، مما جعلها تتعايش مع فكرة أنها بحاجة لتعقيم نفسها وكل شيء حولها أكثر من مرة في اليوم!
تقول زينة لموقع "كورونا نيوز": "استخدم المعقم كل خمس دقائق حتى لو لم ألمس شيئًا الى جانب الغسيل المتكرر للأيدي، وأعقم كل أغراض البيت أكثر من مرة في اليوم، وأمسح مسكات الأبواب، والمفاتيح، وحتى النقود بالمعقمات"، مضيفةً: "هذا كله الى جانب الاستخدام المفرط للمطهرات ومواد التنظيف".
وتتابع: "أعاني من التدقيق والفحص المستمر، فلا يمكن أن أجلس مرتاحة قبل أن أتأكد أن كل شيء معقم، وعادة ما يتخلل الفحص عملية تكرار التنظيف".
وتشير الى أن هوس التعقيم يترافق مع معايير صارمة تفرضها على الأشخاص الذين يشاركونها المنزل، في حين يمتد روتين تعقيم المنزل لعدة ساعات كل يوم دون انقطاع.
تجاهل الهوس يُعرّض للضغط النفسي
هبة أيضًا أصابها هوس التعقيم مؤخرًا: "وسواس النظافة والتعقيم بات يسيطر على عقلي بعد انتشار فيروس "كورونا"، وعندما أحاول تجاهله والتخلص منه أتعرض للضغط النفسي"، مردفةً: "قد يعتقد البعض أن الأمر عندما يتعلق بالنظافة فهو ليس بالشيء السيء، لكن الحقيقة أن الأمر الزائد عن الحد قد ينقلب على الشخص المصاب بالوسواس فتتأثر حياته بالكامل".
وتوضح: "لا أكتفي بتعقيم كل أغراض السوبر ماركت، بل "أشطف" أرض المطبخ، وأمسح الأسطح كلها بالكامل بـ"الديتول" لو لعدة مرات في اليوم ولو لم أضع عليها شيئًا، كما أنني أرش الكلور عند المدخل باستمرار، وأجبر زوجي على تبديل ملابسه عند الباب وأعقم كل ما حوله".
وتضيف: "أبدل ملابسي وملابس طفلي باستمرار حتى لو لم نخرج أبدًا من المنزل، كما أفرط بغسل يَدي، ناهيك عن الوقت الطويل الذي أقضيه في إعادة الغسل، وتطهير وتعقيم المرحاض بشكل مفرط ومرات عدة متتالية". وتشير الى أنها تغسل وتنظف وتطهر كل شيء، حتى الأشياء التي لا يفكر أحد بتطهيرها وتعقيمها مثل الأوراق الثبوتية وبطاقات البنك وجهاز الهاتف النقال وكل ما يستخدم من أشياء!
هل هذه هي السلوكيات هي الأصح التي ينبغي اتباعها للوقاية من فيروس كورونا المستجد؟ سؤال حمله موقع "كورونا نيوز" الى مسؤولة قسم ضبط ومكافحة العدوى في مستشفى الرسول الأعظم (ص) دعد شعيب، فتجيب: "
التعقيم الزائد يؤدي الى نتيجة عكسية، كلنا نتفق أن النظافة مهمة جدًا للصحة، ولكن لا يُسمح بالمقابل بالمبالغة فيها، ووصولها لدرجة الهوس أو الوسواس، إذ بهذه الطريقة لا يحمي الشخص نفسه ولا يحمي غيره أيضًا بعكس الاعتقاد السائد".
وتضيف إن "التعقيم هاجس الجميع في هذه المرحلة الحساسة، لكن ثمة تساؤلات عديدة حول الأمور التي تستدعي التعقيم والطرق الصحيحة للتعقيم، في المقابل يتم تداول العديد من الأفكار الخاطئة ما يسبب المزيد من التصرفات التي فيها الكثير من المبالغة، فمثلا بعض النساء يلجأن إلى خلط عدة أنواع من المنظفات التي تحتوي على مواد كيميائية بهدف القضاء على فيروس كورونا، فما يبدأ كجولة تعقيم وتنظيف ينتهى بما لا يحمد عقباه".
تحذر مسؤولة قسم ضبط ومكافحة العدوى في مستشفى الرسول الأعظم (ص) من أن "الغاز الذي ينتج عن خلط أكثر من مادة معقمة يعطل عمل الرئتين، ويؤدي للوفاة إذا تعرض له المرء بكمية كبيرة أو لفترة طويلة".
بالموازاة، تشير الى المشاكل الجلديّة الناتجة عن تعقيم اليدين المتزايد، إذ أنها تساهم بدخول الفيروسات الى الجسم بنسبة أكبر، فتكون نتيجة التعقيم عكسية.
التعقيم الصحيح دون مبالغة اذًا هو المطلوب. فما هي الطرق السليمة والمدة الصحيحة لتعقيم الأشياء على اختلافها؟
وفقًا لشعيب، يجب اتباع الآتي:
- تطهير الأسطح المنزلية عن طريق استخدام الكلور المخفف المخلوط بالماء، يتم وضعه في بخاخ لرش الأسطح مرة يوميًا على أن تستبدل كل 24 ساعة لأنها ستفقد فعاليتها وقدرتها على التطهير.
- تطهير وتعقيم وتنظيف الأماكن ومسح الأرضيات بالكلور المخفف مرة في اليوم بما في ذلك الحمامات من دون مبالغة.
- يمكن اعادة تعقيم الأرضيات والأسطح التي يتجدد تعرضها لمصادر التلوث واللمس كثيرًا.
- يجب الحرص على تطهير الأماكن الأكثر عرضة للتلوث مثال مسكات الأبواب وصنابير المياه وأماكن الأحذية عبر مسحها بخرقة عليها الكلور مرتين في اليوم
- في حال تم وضع أغراض السوبر ماركت على الأسطح في المطبخ يجب مسح هذه الأسطح بعدها بالسائل المعقم وليس كل المطبخ أو كل المنزل.
- يجب تعقيم كافة الأغراض لدى إحضارها من السوبر ماركت إلى المنزل بالكحول الطبية أو بالسائل أو بمحلول الكلور.
- يمكن غسل المعلبات بالماء والصابون أو "نقعها" بالكحول الطبي لمدة 10 دقائق.
- تغسل الخضار والفاكهة بالماء والصابون إن أمكن، أما تلك التي لا يمكن غسلها بهذه الطريقة فتعقم بالخل والملح مدة 10 دقائق.
- غسل اليدين بشكل مستمر، ويستمر الغسل بأي نوع من الصابون لمدة تتراوح بين 20 أو 30 ثانية وليس أكثر.
- الابتعاد عن المطهر الكحولي في المنزل لما يسببه من مشاكل جلدية.
- غسل أيدي الأطفال باستمرار ضروري في كل الحالات.
- الاستحمام كما في الأيام العادية دون مبالغة.
- تقليم الأظافر ضروري.
- الابتعاد عن لبس المجوهرات والساعات هذه الفترة.
- غسل اليدين بعد لمس الأوراق والنقود وغيرها قبل وضعها على الوجه لأن تعقيم هذه الأغراض قد يتلفها.
- بالنسبة إلى الملابس يقتضي تغييرها فقط عند العودة من خارج المنزل وغسلها على الحرارة القصوى الممكنة.
- يفضل الاكتفاء بحذاء واحد هذه الفترة في حال الخروج للضرورة، وتعقيمة عبر مسحه بخرقة عليها كلور والتركيز على كعبه.