خاص موقع "كورونا نيوز" - محمد كسرواني
معروفٌ عن وزير الصحة اللبناني حمد حسن مدى نشاطه وكثرة متابعاته الميدانية. جانبٌ عمليّ مضيء شهد له الجميع، وتحديداً في ضبط انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). لكن على المقلب الآخر يعيش حياة بسيطة متواضعة، لم تغيرها الوزارة ولا كثرة المديح والثناء.
ابناء منطقة بعلبك الهرمل يعرفون الوزير عن كثب. فهم رافقوه خلال توليه منصب رئيس بلدية بعلبك مؤخراً، ويعرفون انه "قدّ الحِملّ". لا ترهقه كثرة العمل، ولا يثنيه عدم الاعتراف بالجميل. موقع "كورونا نيوز" أجرى مقابلة خاصة مع الوزير، طرح عليه خلالها بعض الاسئلة الشخصية، يجيب عنها للمرة الاولى ..
س: كيف استمعت للإشادات الداخلية والخارجية بإدارتك لوباء كورونا؟
ج: نحن يجب ان نكون على قناعة بما نقوم به من خدمة الناس، وهذه الإشادات كانت كدفع ايجابيّ لنا في الوزارة. لا يجب علينا ان نغترّ بالمديح كي لا نصاب لاحقاً بوهن او ضعف. لا زلنا في عين العاصفة، وكل ما قاله الناس فينا حوافز اضافية للعمل بنفس المجهود للوصول الى خاتمة الوباء سريعاً.
س: هل تمنيت لو لم تكن وزيراً للصحة في هذه المرحلة الحرجة؟
ج: لا أحد لا يتمنى ان يكون وزيراً (يقول ضاحكاً). انا سعيد بأنني وزير للصحة في مثل هذا الوقت العصيب. في مسيرة حياتي دائماً أحب التحديات، والحكومة رفعت شعار "مواجهة التحديات"، ونحن اخذنا على عاتقنا مواجهة التحدي الاكبر الذي فرض نفسه: وباء كورونا. علينا تفعيل القطاع الصحي العام والارتكاز عليه في المرحلة اللاحقة.
س: ما هي الاجراءات الوقائية التي تتخذها عند عودتك الى منزلك او عند زيارة العائلة؟
ج: اول ما اقوم به غسل اليدين وتنشق المياه. بعدها اعقم نفسي واتجنب الجلوس بقرب افراد العائلة. احاول جاهداً ان أبقى على مسافة من الجميع، واقبّل اولادي على الكتف بدلاً من الخد.
اتجنب مؤخراً زيارة والدتي، وعندما ازورها ابقى على بعد امتار منها. المسنون هم الأكثر عرضة لتلقي العدوى والتفشي في اجسادهم.
واقعاً أعاني من شرخ في عواطفي، عندما اعود للمنزل اكون مشتاقاً لأولادي واريد رؤيتهم وتقبيلهم وغمرهم، لكنني ومن حرصي عليهم ارى نفسي ملزماً ان أبقى على مسافة آمنة من الجميع.
س: هل انتابك شعور بالخوف منذ توليك وزارة الصحة وتفشي الوباء عالمياً؟
ج: ليس خوفاً بقدر ما هو قلق. مع بداية الازمة وانا اجول بين القرى والبلدات لاحظت ان الناس لم تعرف كل الارشادات ومنهم من لا يلتزم بها. حينها لم أنم في الليل إلا كبوة، كنت آخذ الوقت في تسجيل الملاحظات والخطط لما يتوجب عليّ فعله غداً لتجنيب البلد هذه المحنة.
اليوم انا مرتاح أكثر لوعي الناس لخطورة الموقف، فالصدمة تغيرت منذ اعلان اول حالة اصابة وبعدها اول حالة وفاة. اليوم الناس بجلها تراعي الاجراءات، خاصةً بعد انتقال العدوى بين المناطق.
وعي الناس يبدد حالة القلق لديّ، المجتمع اليوم يعي حجم الخطر ويتعاون للحؤول دون تسجيل اصابات متنقلة اسميها عادةً بـ "بؤر الوباء".
س: ما مدى تعاون الفريق المساعد للوزير؟ وهل يتذمر من كثرة انشطتكم؟
ج: (ضاحكاً وهو ينظر الى بعضهم في قاعة المقابلة) بالحد الادنى الفريق المرافق لا يتذمر امامي. فريق وزارة الصحة نشيط ومتعاون، يعمل ضمن التكليف وعلى الوتيرة التي يعمل بها الوزير.
نحن اصررنا ان يبقى نفس الفريق الذي عمل مسبقاً مع الوزير جميل جبق، بدايةً لم يكن لديه الخبرة التي اكتسبها اليوم بفعل الوباء ولم يكن لدينا الديناميكية المطلوبة. اما اليوم الجميع لديه قناعة ان الوزير نشط ميدانياً وعليه مواكبته، فنحن بسباق مع الفيروس ومع الزمن بغية حماية المجتمع، والله يعطيهم العافية.