خاص كورونا نيوز
كل البلد يسير باتجاه.. وبعض طرابلس يسير باتجاه آخر، ليس الأمر بالسياسة أو بالقضايا المطلبية والمعيشية هذه المرة، انه الخروج على القانون، وقانون التعبئة العامة الذي لا ينفك بعض شبان الشمال يخرقونه، لا بل ينظمون الخرق، في تحد واضح لقوانين التعبئة العامة والاحتياطات التي فرضتها قرارات الحكومة اللبنانية حماية للناس في زمن تفشي فيروس كورونا والتهديد الذي يشكله على لبنان والعالم.
واذا كانت الحكومة اللبنانية قد نجحت الى حد كبير في فرض قراراتها في العاصمة بيروت والجنوب والبقاع ومختلف أقضية جبل لبنان والشمال فان بعض "المتخلفين"، لا يزالون يصرون على الخروج الى الشوارع في تجمعات تحت عناوين مختلفة، منها المطالبة بتحسين الوضع المعيشي في ظل تعطل الاعمال، وهو مطلب حق تسعى الحكومة الى ايجاد حلول له، كما تنشط الكثير من القوى والجمعيات الأهلية في تقديم المساعدات لتخطي هذه المرحلة.
وجاء خروج الناشط الشهير في حراك ما بعد 17 تشرين الأول 2019 ربيع الزين، بتسجيل صوتي كشف فيه عن التزامه الحجر الصحي الذاتي بعد تواصله مع "ي _ب" المشتبه باصابته بفيروس كورونا بعد ثبوت اصابة والدته في منطقة السويقة، ليؤكد حجم الخطورة التي تهدد المنطقة، والنتائج المترتبة عن التزام الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.
وتتوقف مصادر شمالية عند أمرين، الأول هو التفلت الذي ظهر في أكثر من موقف من أحكام قانون التعبئة العامة، وهذا أمر خطير قد يؤدي الى تفشي الاصابات بفيروس كورونا بين المتجمعين وبالتالي انتقاله الى بيئة طرابلس. وفي هذه النقطة تتساءل عن سبب غياب من كانوا يتصدرون تحركات ما كان يطلق عليها بالثورة، أليس المطلوب منهم اليوم دور توعوي، لأولوية حفظ المدينة وصحة أبنائها؟.
الأمر الثاني الذي تلفت اليه هذه المصادر الشمالية، هو غياب أبرز فعاليات طرابلس والشمال عن المبادرات الاجتماعية، للمساهمة في معالجة الضائقة المعيشية للناس في ظل تعطل أعمالهم، خاصة أن أبرز سياسيي المدينة هم ممن يملكون امكانيات كبيرة، وباستطاعتهم لعب دور في احتضان من يشكون الجوع، على غرار المبادرات التي شهدتها الكثير من المناطق الأخرى.
وكان القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش اعترف في تصريح له أن تيار المستقبل غير قادر على تقديم المساعدات نتيجة وضع رئيسه سعد الحريري.
وتوضح المصادر الشمالية أن خروج عشرات الشبان في الميناء – طرابلس للمطالبة بايجاد الحلول الاجتماعية، لا يمكن أن يوظف سياسيا وانتخابياً في ظل محظورات كورونا، بل سيكون له مفعول عكسي على سياسيي طرابلس الذين لم يبادروا فوراً الى معالجة قضية الشبان قبل تجمعهم، فضلاً عن ان الخائفين على عائلاتهم، من تفشي الكورونا لن يتسامحوا مع المتفلتين أو من يغضون النظر عن تفلتهم.
لذلك تؤكد المصادر ثقتها بأن أبناء طرابلس يملكون من الوعي ما يكفي لحماية مدينتهم من الغوغاء الذين لا ينفكون في كل مناسبة عن تهديد أمن مدينتهم.