أمير قانصوه- خاص كورونا نيوز-
اذا لم يكن الخوف من شيمكم، ولم تعتادوا على الجبن والهلع، الآن عليكم أن تغيروا طباعكم وتخافوا.
الخوف في هذه الأيام هو مكرمة لكم، يرفع من قدركم، يجعلكم كباراً في أعين الناس.
إن المشاهد الصادمة التي تتسرّب من مستشفيات اسبانيا وايطاليا والولايات المتحدة الاميركية وغيرها لجثث ضحايا فيروس كورونا بالآلاف، مرميين في أقبية المستشفيات، كما الصورة التي سربتها ممرضة أميركية، أو لقطات الفيديو التي انتشرت لنقل جثث في آليات عسكرية في ايطاليا، وكذلك ما جرى تناقله من فرنسا واسبانيا عن مستوى الرعب الذي يعيشه الناس هناك، هي كلها مشاهد ليست للفضول الاعلامي، انما نشرت لترعبنا، حتى نخاف وننحشر في بيوتنا، حتى لا نخرج لأدنى سبب، حتى نلتزم الحجر المنزلي.
الموت الذي يقرع كل باب على امتداد العالم، ليس بعيدا عنا.. يقرع أبوابنا أيضاً، وكل ما يجري القيام به على مستوى الاجراءات الحكومية والأهلية في لبنان، وكل التضحيات التي يقدمها الكثير من الناس هنا، ستذهب سدى، ان لم نلزم جميعاً ببيوتنا، حتى لا يصل الفيروس القاتل الى عائلاتنا.
لقد شاهدت قبل أيام فيديو لعدد من رؤساء الولايات في ايطاليا يصرخون على مواطنيهم، عودوا الى منازلكم، لا تخرجوا.. وكانت أبرز عبارة قالها عمدة احدى الولايات "لا تستدعوا مصففي الشعر الى منازلكم، لن تجدوا مرايا في التوابيت الخشبية".
لا تخرجوا من منازلكم.. ولا تذهبوا الى التسوق في النبطية وبيروت وطرابلس وبعلبك والهرمل والضاحية وصور وصيدا ..وكل بلدة وقرية وحي على امتداد وطننا لبنان.
لا تستغلوا فصل الربيع وشمسه في جلسات السمر ولا تختلطوا .. التزموا التباعد الاجتماعي.. حتى نسلم جميعا. وغدا.. حين يرحل هذا الكابوس القاتل "كورونا" ستستعيدون كل تلك الأوقات الجميلة.
خافوا.. لأن الجلوس في البيت أفضل من الاسلتقاء على سرير المستشفى تحت أجهزة التنفس.. هذا ان وجد في ذلك الوقت سرير لمريض.
خافوا.. ان لم تخافوا اليوم فغداً لن ينفع كل الهلع والخوف..
خافوا.. الخوف ينجيكم اليوم وغداً....