خاص كورونا نيوز
وائل (اسم مستعار)، شاب لبناني وأب لطفلين، وهو أحد الذين عايشوا الإصابة بفيروس كورونا، خاض تجربة الحجر الصحي الالزامي لمدة 21 يومًا، والتي اعتبرها صعبة، إلا أنه كان أقوى منها، وتجاوزها بالصبر والايمان. موقع "كورونا نيوز" تحدث الى وائل لينقل تجربته من الاصابة وصولا الى الشفاء.
يقول وائل: "بدأت القصة خلال يوم عمل اعتيادي، لم أكن أتوقع أن يحدث فيه ما حدث، عادت عائلتي الى بيروت بعد قضاء أسبوع في البلدة - نهار الجمعة- حيث التقيت بهم، حينها لاحظت ارتفاع حرارة أولادي لكني اعتبرتها عادية وأحد أعراض الزكام". "في اليوم التالي - السبت- ذهبت الى عملي بشكل طبيعي، وقضيت نهار الأحد في منزلي مع عائلتي". ويضيف: "لم أكن أشعر بأي عارض غريب، حتى نهار الاثنين، حيث بدأت أشعر بالتعب وعدم الارتياح وبعض عوارض الزكام".
لم يعتقد وائل في بادئ الأمر أن هذه الأعراض لفيروس كورونا، ولكن مع ازدياد العوارض نهار الثلاثاء، حيث شعر بثقل بالحركة ووجع بالأكتاف بالاضافة الى ألالام شديدة بالرأس لم تنفع معها المسكنات، بدأت الأسئلة تدور في رأسه وسأل نفسه فورًا: هل أصبت بعدوى كورونا؟ لكنه ما لبث أن عاد وطمأن نفسه أنها مجرد عوارض زكام.
يتابع وائل: "الأربعاء فجرًا أحسست بعدم الارتياح بشكل غير اعتيادي، وتبين لي أنني أعاني ارتفاعًا في الحرارة، فقد وصلت الى نحو 40 درجة مئوية، هنا قررت أن أذهب لاجراء فحص الـ "PCR" فقط للاطمئنان، ولازلت مقتنع أنها مجرد عوارض زكام عادي". ويردف: "أجريت الفحص في مستشفى الجامعة الأميركية وأنا أحدث نفسي أن النتيجة ستكون سلبية، الا أن الفريق الطبي تواصل معي بعد ظهر الأربعاء ليتبين لي أن نتيجة الفحص ايجابية، وهنا كانت الصدمة الكبرى! لم أكن أتوقع أبدًا بأن أكون مصابًا بالفعل بفيروس كورونا، لأن الأعراض التي ظهرت خفيفة وتشبه الإنفلونزا العادية إلى حد ما!".
اتصلت بزوجتي وأخبرتها بما حدث. أخبرتها بأنني سوف أبقى خارج المنزل وأعزل نفسي حتى لا تصاب هي وأطفالي بالعدوى، وقررت إخضاعها مع أهلي للفحوصات أيضًا، حيث كانت نتيجتهم جميعًا سلبية الا زوجتي ايجابية، مما دفعني لاجراء الفحص لأولادي أيضًا فكانت النتيجة ايجابية!
عوارض زكام خفيفة
هنا عدت لمنزلي مع عناصر البلدية وحجرنا أنفسنا جميعًا، وكان الشعور قد تبدل وشعرت بتحسّن وزالت تقريبًا جميع الأعراض. وللمفارقة، لم تظهر أي عوارض على أولادي سوى ارتفاع بسيط بالحرارة يومي السبت والأحد، في حين لم تتخطى العوارض لدى زوجتي الكحة الخفيفة وخصوصًا أنها لا تعاني من الحساسية ولم يظهر لديها أي ارتفاع في الحرارة، بينما ارتفعت حرارتي مرتين فقط خلال الـ 21 يومًا وعانيت من بعض الاسهال ولعيان النفس وبعض عوارض الزكام العادي.
خلال الـ 21 يومًا، مكثت مرة واحدة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي لمدة 24 ساعة تحت المراقبة، وأجري لي فحص "PCR" أخر وصورة شعاعية للرئة بالاضافة الى فحص الدم، وتبين أن العوارض خفيفة وطبيعية ولم أعانِ من ضيق تنفس أبدًا.
الحجر المنزلي الالزامي
يتحدث وائل (اسم مستعار) عن الاقامة الجبرية في المنزل، ويشير الى أنها تسبب بعضًا من الضغط النفسي، اذ أن حجر الحرية صعب، والساعات الطويلة صعبة جدًا خصوصًا لشخص مثله يعمل طول النهار.
ويشيد وائل بالمتابعة الحثيثة من قبل بلدية حارة حريك التي تتصل يوميًا وتستفسر حول كل جديد، كما أن عامل من البلدية يأتي لجمع أكياس النفايات الخاصة بهم ويعقمها ويعقم حولها وليس الناطور عبر تجميعها في البناية كما تجري العادة.
ويلفت الى أن أهله وبعض زملائه في العمل يؤمنون الحاجات الضرورية للمنزل يوميًا ويضعونها عند الباب.
يقول وائل: "الحمد لله إنّ حرارتي لم تعد ترتفع واصبح وضعي الصحي مستقرًا جدًا، وتماثلت للشفاء عندما ظهرت نتيجة الـ pcr سلبية، وانتهى الحجر المنزلي".
ويخبرنا وائل أنه لو لم يجري الفحص يوم الأربعاء، كان سيستمر بحياته الطبيعية ويخالط أهله وزملائه في العمل دون أن يعلم أنه مصاب، اذ أن العوارض كانت قد بدأت تتلاشى حينها وكان سيعتبر أنه مجرد زكام وشفي منه.
اليوم وائل تماثل للشفاء وعاد لحياته الطبيعية مع مراعاة وضع الكمامة والتزام اجراءات التباعد الاجتماعي لكي يحمي نفسه من العدوى مجددًا بالاضافة الى حماية من حوله.