محمد كسرواني - خاص كورونا نيوز
تتشابه اجراءات غرف ادارة الكوارث التابعة للبلديات واتحاداتها في مختلف المناطق اللبنانية. فالاختلافات بين الغرف الموكلة بالتصدي لأي ازمة او كارثة طبيعية او بيولوجية تكاد تكون ضئيلة بين اتحاد وآخر وبين بلدية واخرى.
قد تتفاوت أحياناً في عدد نشاطاتها السنوية وفق ما يضطره الموقف، وعدد القاطنين في نطاقها. فما هي دور هذه الغرف في البلديات؟ وما دور الغرف المركزية في الاتحادات؟ ومع انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) في لبنان، كيف تصدت هذه الغرف لمكافحة الوباء والحد من انتشاره؟
المعروف ان لكل اتحاد خطة لحالات الطوارئ، ولهيكلة هذه الخطة أنشأ كل اتحاد بلديات غرفة اسماها غرفة ادارة الكوارث، او ادارة الازمات. مهمة الغرفة الاساسية التصدي لأي كارثة طبيعية من فيضان أو هزة أرضية او غيرهما، وقد تتطور مهامها لمعونة المجتمع في التصدي للازمات الاقتصادية والانمائية.
مؤخراً دخلت ضمن مهامها مكافحة وباء كورونا، فتبلور العمل بنفس الهيكليات الى وظائف جديدة تعنى بمتابعة الحالات المصابة والمخالطة والاشراف على عمليات العزل وتأمين حاجات المحجورين، إضافة الى التوعية الوقائية للأهالي وتوزيع مواد التعقيم.
الاتحادات البلدية
رئيسا اتحاد بلديات صور مرتضى مهنا والقيطع في عكار احمد المير، يعتبران ان مهمة مكافحة كورونا ليست بالسهلة. وبحكم ادارتهما الاتحادين ورئاستهما غرفتي ادارة الكوارث فيهما، يتفقان على ان لبنان لم يعهد التعامل مع الأوبئة المعدية، فلطالما كان ينجو منها او تكون المكافحة محصورة بوزارة الصحة لندرة المصابين بها.
يقول مهنا في حديثه لموقع "كورونا نيوز" إن "اتحاد بلديات صور جيّر كل الامكانيات لمكافحة كورونا، فالغرفة المؤسسة منذ العام 2010، مدرّبة على كل سيناريوهات الأزمات، وذلك ما سهّل التعامل مع الوباء الحالي. يضيف: "ضمن غرفتنا مندوبون عن المستشفيات والقوى الامنية والاحزاب وجمعيات المجتمع المدني الطبية والخدماتية، وكل رئيس بلدية ضمن النطاق. ونحن نتابع مع البلديات احوال محجورين عندهم ونبلغهم بالوافدين من الخارج".
وينفذ اتحادات بلديات القيطع أحمد المير آلية العمل التي يتبعها اتحاد صور في ادارة الكوارث، وبحسب ما يقول رئيس اتحاد بلديات القيطع أحمد المير انهم على تواصل مع البلديات لتحديد اسماء الوافدين من خلال معارف الاتحاد وعلاقاته. فلحظة وصول الوافد تتخذ كل اجراءات الحجر للتأكد من سلامته، حمايةً له بدايةً ولأهله وقريته أخيراً.
الأزمة التي يتفق عليها رئيسا اتحاد بلديات صور والقيطع انهما يعملان فقط كسلطة رقابية، وليس لأحد منهما السلطة لمعاقبة المخالف للحجر او المتسرب المصاب خارج البلدة واليها. يقول رئيس اتحاد بلديات صور ان "أقصى الاجراءات هي التواصل مع المحافظ لاستدعاء القوى الأمنية، إلا انهم قد وجدوا حلاً سهلاً وأكثر فعالية وسرعة: التوعية. يقتضي الإجراء بترغيب وترهيب المصاب ان الفيروس قد لا يتسبب بأذيته فحسب بل بنقله للمخالطين، وقد يتطوّر لوفاة العجّز والاطفال منهم، وهو ما لا يريده احدٌ لعائلته".
خلية بلدية برجا
وبما ان كل رئيس بلدية عضو بخلية الازمة في الاتحاد، تواصل موقع "كورونا نيوز" مع رئيس بلدية برجا الدكتور ريمون حمية لمعرفة دور غرف الكوارث في البلديات. يقول حمية ان الغرفة تفعّل نشاطها مع بداية انتشار الوباء، وقد سعت جاهدةً لمنع وصوله الى البلدة. الامر بدأ بالتوعية للأهالي وتوزيع مستلزمات التعقيم، إلا ان قدوم الوافدين المغتربين أربك عملية الضبط.
وافدة واحدة ظهرت عليها العوارض بعد 5 ايام من قدومها لبنان نقلت الفيروس الى المخالطين لها.، وقد اضطرت البلدية بالتنسيق مع وزارة الصحة لإجراء فحوصات PCR للمخالطين لتحديد حاملي الفيروس. اليوم، بحسب كلام حمية لموقعنا، الامور عادت تحت السيطرة، فكل الفرق المشاركة في خلية الازمة في البلدية من اعضاء ومتطوعين وممثلي احزاب وحراك مدني يتعاونون في نشر التوعية ومراقبة المعزولين والمحجورين، ريثما تنتهي الازمة على خير.
يبقى أبرز معوّق امام البلديات محاسبة المتفلتين من الحجر، فلا صلاحية للبلدية سوى مراسلة القائم مقام، الذي يتواصل بدوره مع المحافظ لأخذ الاجراء القانوني، وحتى حينها يكون المصاب المتفلت قد نقل العدوى لآخرين. للغاية اخدت البلديات على عاتقها واجب مراقبة المحجورين ولفت نظرهم دائماً لضرورة مراعاة الاجراءات الوقائية سلامةً لهم ولذويهم.
ان العلاقة بين ايّ بلدية واتحادها تكاملية، وكذلك غرف ادارة الكوارث في كليهما. ولأن امكانياتهما محدودة، مع تأخر دفع المستحقات، تعمل البلديات والاتحادات بما هو موجود مستعينة بدعم من الميسورين للتصدي لأكبر ازمة وبائية تطال لبنان والعالم "كورونا".
ومع اعادة فتح لبنان بالكامل وارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا، تستطيع غرف ادارة الكوارث، حتى الساعة، ضبط الحالات المتفلتة ومتابعة المحجورين، إلا ان المكافحة الاساسية تبقى بوعي المواطنين وحسهم بالمسؤولية.