خاص كورونا نيوز
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي صورة مؤلمة للشاب الفلسطيني جهاد سويطي الذي كان يتابع وضع والدته من خلف الزجاج بعد تسلقه لنافذة المستشفى قبل أن تتوفى مساء يوم أمس الخميس بعد إصابتها بكورونا.
مشهد مؤلم يضاف الى جانب مشاهد الاضطهاد في فلسطين المحتلة، فالعدو الاسرائيلي لا يفرق بين الأزمنة، فحتى خلال جائحة فيروس كورونا المستجد وحالة الطوارئ الناجمة عنها، لا ينفك عن عدوانه على المناطق المجاورة للقدس واستمرار الاعتقالات في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما يكشف تعمد الاحتلال نشر الفيروس بين صفوف الشعب الفلسطيني.
فقد اتهم فلسطينيون سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتعمّد نشر وباء فيروس كورونا بين صفوف المواطنين في القدس المحتلة، وسط قلق السلطة الفلسطينية من تسجيل ثلث الإصابات بكورونا ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس وحدها، مطالبة منظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل لحماية المقدسيين من خطر الوباء.
هذا، الى جانب ضعف الإمكانيات الطبيّة اللازمة لمواجهة كورونا في مستشفيات القدس المحتلة بسبب سياسات الاحتلال العدوانية ضد المدينة المحتلة عبر عقود طويلة.
كما تصاعدت إجراءات الاحتلال العنصرية منذ بداية تفشي وباء كورونا بهدف عرقلة تحرك الفلسطينيين لمواجهة هذا الوباء. فالاحتلال الإسرائيلي يضيق على طواقم وكالة الأونوروا العاملة من أجل منع تفشي وباء فيروس كورونا، ويداهم المراكز الطبية التي تجري فحوص كورونا بزعم أنها مخالفة للقانون.
الى ذلك، يعرقل الاحتلال المبادرات الشبابية الفلسطينية للتوعية بشأن الوقاية من انتشار فيروس كورونا. وعمليات القمع استهدفت شبانا بادروا إلى توزيع نشرات وتعليق منشورات توعوية بشأن الوقاية من الفيروس، بحجة "خرق السيادة الاسرائيلية".
في سياق متصل، تصاعدت المخاوف من انتشار وباء "كورونا" بين صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك في ضوء ارتفاع عدد الإصابات بشكل عام، فضلا عن استمرار قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات الاعتقال يوميًا. وإجراءات إدارة سجون الاحتلال، المتعقلة بالوباء، بقيت محصورة بسياسة المنع، وتحولت لأداة عقاب وحرمان، وساهمت في مضاعفة عزل الأسرى الذين يواجهون اليوم السجان والفيروس، دون توفّر أي بديل للتخفيف من معاناتهم.
ولم تقف حدود العدوان هنا، بل استغلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي ايضًا انشغال العالم بفيروس كورونا، من أجل إقامة مشاريع تستهدف فصل القدس الشرقية عن بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وربط مستوطنة "معاليه ادوميم" بشكل خاص مع باقي المستوطنات الأخرى جنوبي القدس.