محمد باقر ياسين - خاص كورونا نيوز-
خلال الأسبوع الماضي أطلق وزير الصحة العامة حمد حسن تطبيقاً إلكترونياً جديداً لتتبع حالات كورونا للمواطن لمواجهة الوباء والحد من انتشاره. ويحمل هذا التطبيق إسم "Ma3an-Together against Corona" (معاً ضد الكورونا)، فما هو التطبيق؟ وما هي مميزاته؟ وكيف سيساهم في السيطرة على كورونا؟
موقع كورونا نيوز أجرى مقابلة مع مديرة البرنامج الوطني للصحة الإلكترونية في وزارة الصحة لينا أبو مراد، التي تحدثت للموقع عن التطبيق الإلكتروني الجديد واهدافه.
بدايةً توضح أبو مراد فكرة "تطبيق تتبع حالات كورونا للمواطن"، فتقول "بدأت الفكرة من أجل احتواء الوباء وهو العمل المنوط بوزارة الصحة، ومن خطوات الاحتواء هي التتبع للمخالطين من أجل التمكن من حصر الإصابات، وعادةً هذه المهمة مسؤولُ عنها الترصد الوبائي في الوزارة، ومن أجل تسريع عملية التتبع في ظل ارتفاع الإصابات بكورونا، والذين ظهر لهم عدد كبير من المخالطين، كان لا بد من التتبع بطريقة إلكترونية من خلال التطبيق الذي يحقق هذا الهدف المنشود".
ولفتت أبو مراد إلى أن "التطبيق تم تطويره من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع فريق من الخبراء من الجامعة الأمريكية (كلية الصحة العامة وكلية الهندسة)، والشركة اللبنانية ted mob التي عملت على تطويره، وقد بدأ العمل على إنجازه منذ ثلاثة أشهر.
أما بالنسبة إلى آلية عمل التطبيق، فأفادت أنه يستخدم البلوتوث لكي يتمكن من التعرف على الأجهزة الخلوية المجاورة التي لديها التطبيق، وأوضحت أن التطبيق لا يستخدم أي برنامج للمعلومات الشخصية ولا أي خاصية تحديد موقع المستخدم، والمعلومات التي يخزنها التطبيق تكون على هاتف المستخدم الذي قام بتحميله، وفقط في حال تبين أن المستخدم أصيب بكورونا، المعلومات التي حفظها التطبيق على هاتفه يتم تحميلها على سيرفر الوزارة من أجل أن يقوم التطبيق بطريقة آلية بإرسال إشعارات لجميع الأشخاص المخالطين للمصاب خلال 14 يوماً، حيث لا يتم الكشف عن هوية المصاب ولا هوية المخالطين له، ولكي يراعي التطبيق الخصوصية لا يأخذ من المستخدم معلومات أكثر من رقم الهاتف حيث يعطى رقماً عشوائيا يتم تبادله مع الأجهزة الأخرى التي تكون بالقرب منه، وهذا الإجراء لحماية بيانات المستخدم وكذلك حماية سرية الأشخاص المستخدمين للتطبيق، حتى الوزارة ليس لديها سوى أرقام هواتف المستخدمين للتتبع الذين يتعرضون للإصابة وهذه الأرقام تلقائياً هي موجودة لدى الوزارة بحكم تسجيل الحالة لمتابعتها مع المختبرات والمستشفى ومعرفة الأشخاص الذين خالطهم، وآلية التطبيق لا تتعارض مع الآلية التي تعتمدها الوزارة لتتبع المخالطين بل هي أداة لتسريع تتبعهم والحفاظ على سرية المعلومات للأشخاص المستخدمين للتطبيق.
وتطرقت إلى المعايير التي يعتمدها التطبيق، حيث تم تطويره وفق معايير عالمية وبشكل خاص منظمة الصحة العالمية التي تعتبر أن أي شخصين جالسين بالقرب من بعضهما بعضاً على مسافة مترين لفترة 10 دقائق أو أكثر، هذا الشخص من المحتمل أن يكون لديه خطورة بانتقال الفيروس إليه، وهذا تم تطبيقه على تطبيق التتبع، أي أن التطبيق لا يعتبر أن حامل الهاتف قد خالط مصاباً إذا مر المصاب بجانبه، ولا يقوم التطبيق بإبلاغه، أما بحالة المخالطة لمسافة أقل من مترين ولمدة أكثر من 10 دقائق في حال تبين أن الشخص المخالط مصاب عندها يتبلغ كل الأشخاص المخالطين له خلال 14 يوماً التي سبقت، وهي نفس الآلية التي تعتمدها الوزارة بل أدق. لذلك تم التعاون مع الجامعة الأمريكية وكلية الصحة ليتم برمجة المخاطر وفق المعايير التي تريدها الوزارة ولكي تعلم الوزارة بدقة المخالطين الفعليين، فالشخص المصاب يمكن أن يكون قد خالطه المئات خلال الأربعة عشر يوماً، لذا التطبيق بهذه الحالة يحدد الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية أن يكونوا قد حملوا الفيروس، وهؤلاء الأشخاص يتم تبليغهم عبر إشعار يصلهم على الهاتف من التطبيق بوجوب الذهاب لإجراء فحص ال PCR، ولكن الوزارة لا تكتفي بأن الإشارة قد وصلتهم بل تقوم هي بالتواصل معهم ومتابعتهم، إذا خضعوا للفحوصات أم لا.
وشددت على أنه بمجرد قيام الشخص بتحميل التطبيق يكون قد وافق على حفظ رقمه في قاعدة بيانات الوزارة بطريقة آمنة وسرية، ويسمح باستخدام المعلومات التي سجلها التطبيق على هاتفه لإبلاغ المخالطين بحال إصابته.
وأفادت أن الوزارة تحضر لحملة إعلانية عبر فيديو توجيهي سيتم عرضه خلال رحلات الطيران للوافدين إلى لبنان، وكما سيتم بثه على جميع القنوات اللبنانية، وستقوم الوزارة بالطلب من المديرية العامة للطيران المدني أن ترشد المسافرين وتحضهم على تحميل التطبيق، وأكدت أن التطبيق ليس إلزامياً على أحد لا الوافدين من الخارج ولا المواطنين في الداخل، لكن يجب أن يعي المواطن أن هذا التطبيق يوفر لهم الأمان.
وفي الختام توجهت إلى المواطنبن بدعوتهم لتحميل التطبيق عندما يصبح متاحاً في المتاجر، حيث سيصبح متاحاً على google play و apple store و Huawei App Gallery، خلال الأسبوع القادم، فالطبيق مجاني ومتاح للجميع، لأن من خلال التطبيق تضمن الوزارة أن جميع الأشخاص المخالطين يتم تبليغهم عبره بطريقة آلية، وهكذا يساهم المواطن باحتواء الفيروس، وكذلك التسريع في تتبعه، وهكذا نصبح جميعاً يداً واحدة ضد الكورونا، لنتمكن من إيقاف الفيروس في لبنان. كما نأمل من المواطن الكريم التعاون مع الوزارة في هذه المعركة التي يخوضها لبنان ضد كورونا، لأن هذه المسؤولية هي مجتمعية لحماية الذات والأسرة وبالتالي المجتمع.