غدير مرتضى (إعلامية لبنانية)
لا يمكن إغفال الأصداء القاتمة التي سببها وباء كورونا على لبنان والعالم، فيما نشهد مفاعيل هذا الوباء في تحديات كثيرة يواجهها لبنان كغيره من الدول، في مقدمها تأتي نية الآلاف من المغتربين اللبنانيين العودة إلى وطنهم الأم درءا لخطرٍ تتفاعل تبعاته السلبية وتحضر صوره السوداوية كل يوم، غير أن عودتهم، لا شكّ أنها ستترك العديد من التأثيرات على مستويات عدة، اجتماعية واقتصادية وصحية.
ولا يمكن إغفال أنّ البعض قد أبدوا هواجسهم حول ما سيرتبه وجود العائدين من الاغتراب على الواقع اللبناني ضمن محاور مختلفة ومتنوعة.
الهاجس الأول الذي يخيف الكثيرين هو نقل الوباء من مكان إقامتهم في بلاد الاغتراب، على الرغم من الإجراءات المتخذة والمقرّر إجراؤها، فهل الإمكانيات التي عُمِل على إتاحتها من قبل الحكومة، ستوفّر شروط العيش خلال فترة حجرهم أو عزلهم عن البيئة المجتمعيّة من حيث توفير الأمكنة المناسبة، ومن حيث القدرة على التشخيص في وقت قصير يتيح فصل من أصيبوا بالفايروس عمّن هم اصحّاء؟
إشكالية تراود الكثير من الناس وغدت محطّ تساؤل بالنسبة إليهم، خاصة أنّ ذوي المغتربين ينتظرون الخلاص؛ بوصول أقربائهم إلى برّ الأمان. فهل هو فعلاً برّ أمان؟ فضلا عن التّحدّيات التي يمكن أن نواجهها حيال من يتربصون بالحكومة لدفعها بنية سيئة نحو هذا الامتحان الدقيق والصعب.
ومن الأمور التي تستدعي القلق هو الواقع الإقتصاديّ المعيشيّ، حيث نشهدُ أزمة حقيقية في الارتفاع الوحشي للأسعار وفقدان فرص العمل، في زمن انتفى فيه مصدر الإيرادات، التي لو توفّرت لاستوفت سدّ الثغرات، بل قراءة الواقع تبدو على العكس، بحيث إنّ المئات من الفرص التي كانت متوفّرة لدى الكثير من القاطنين في أرجاء الوطن أُغلقَت أبوابها بعد ولادة أزمة اقتصاديّة مستفحلة تلتها الأزمة الشّرسة التي روّج لوجودها وباء كورونا المستجدّ...فكيف بالقادمين الذين اعتادوا على رفاهية العيش وانتظام العمل والمردود المتوفّر؟
لا شكّ أنه سيترتّب عليهم مشكلات نفسية فضلا عن المشكلات المعيشية المتوقّعة، وهذا ما سيضيف وسيؤكّد تعميق الأزمة الوطنية الحاصلة، ويتطلّب في المقابل مزيدا من التظافر والتعاون على المستوى الشعبي من خلال الالتزام الفاعل بالتدابير والاجراءات المطلوب احترامها، وعدم إرباك البرامج التي وضعتها الحكومة اللبنانية وصولاً إلى هزيمة فيروس الموت المتنقّل.