أم البنين مصطفى
بعد إنفجار المرفأ الذي أصاب بيروت الثلاثاء الماضي وحلَّ فجيعة على أهلها المثكولين بأبنائهم. إنفجار ثانٍ تحدثه "كورونا" هذه المرة. فمن ١٧٧ إصابة بفيروس كوفيد ١٩ يوم الثالث من آب - قبل الكارثة بيوم - إلى ٣٠٩ إصابات يوم أمس، الرقم الصادم والأعلى منذ هدد كوفيد - ١٩ أمن لبنان الصحي في شباط الفائت. فهل يكون إنفجار المرفأ وراء إنفجار كورونا؟
الإقفال التام الذي كانت البلاد على موعد معه والذي كان أعلنه وزير الداخلية محمد فهمي نهاية تموز، ألغته كارثة المرفأ. وبدل ضبط الوضع ذهبنا اضطرارياً إلى مزيد من الفتح وبالتالي مزيد من الإصابات بالوباء. هكذا فسّر المستشار الإعلامي لوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، رضا الموسوي إرتفاع أعداد الإصابات.
وفي حديث لموقع كورونا نيوز، اعتبر الموسوي أن "المستشفيات كانت أكثر عرضة لنقل العدوى عنها في المكان المحيط بالإنفجار"، وقال إن "هول الكارثة الذي دفع بالناس بأعداد كبيرة إلى المستشفيات للإطمئنان على أبنائهم وذويهم دون أن يكون في بال أحدهم أخذ الاحتياطات اللازمة - وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الأهوال - يشكل خوفاً من انتشار الفايروس"، مشيراً إلى أنّ "من بين جرحى التفجير مصابون بكورونا كانوا في المستشفيات التي طالها الدمار".
الموسوي أوضح أن "الأمر يحتاج من ١٠ إلى ١٤ يوماً بعد الإنفجار لتحديد مصدر العدوى والتأكد إن كانت توابع الإنفجار سبباً في ذلك". معلناً عن زيارة ستقوم بها غداً (الخميس) فرق وزارة الصحة إلى الكارنتينا والجميزة والرميلة وباقي المناطق المتضررة من الإنفجار بهدف أخذ عينات لإجراء فحوص الـPCR لا سيما لكبار السن في المنطقة إذ الخوف عليهم أكبر في خطوة تساهم في الكشف عن حالات نُقلت إليها العدوى بعد الحادثة وتستدرك الوضع قبل تدهوره".
أمّا عن أداء المستشفيات والكادر الطبي إثر الفاجعة فقد أشاد به الموسوي واصفاً إياه بالأداء المتميز لنجاحهم في استيعاب الصدمة وعملهم على مدار الساعة، لافتاً إلى أنّ "بعض العمليات تم تنفيذها على الرصيف في وقت تجاوز عدد الجرحى الخمسمئة في قسم الطوارئ في أكثر من مستشفى، فيما هي ليست مجهزة لعدد كهذا".
وعلى الرغم من الضرر الكبير الذي لحق بأقسام كورونا لا سيما في مستشفى الكارنتينا ما أدى إلى نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، طمأن الموسوي إلى "قدرة المستشفيات على الصمود في مواجهة كورونا رغم أنها غصّت بالجرحى"، موضِّحاً أن "لا خوف على أدائها تجاه مرضى كورونا نظراً لتواجدهم في أقسام خاصة بعيدة عن أقسام العمليات واستقبال الجرحى".
إلى ذلك فإنّ تلف بعض المعدات اللازمة للوقاية من كورونا بسبب التفجير لم يستلزم طلب مساعدات من الخارج ضمن المساعدات التي تلقّاها لبنان من دول عدّة، وبحسب ما قاله مستشار وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، فإن "أقسام المستشفيات التي استقبلت مصابي كورونا لم تتأثر وكانت مجهزة مسبقاً بحاجتها من تلك الأدوات، ولا حاجة لطلب الكمامات مثلاً نظراً لوجود مصانع كمامات في لبنان".
الموسوي أيّد ما ورد على لسان إحدى المتحدثات باسم اليونيسف بأنّ "من الصعب أن يحافظ المتضررون من الإنفجار على التباعد الآمن.. وإن جائحة كوفيد-١٩ ليست على رأس الاهتمامات التي تشغل بالهم"، وإذ يقدّر هول ما تعرّض له اللبنانيون في الأيام الماضية ودعاهم إلى الوقاية أقصى ما يمكن.
بقي أمامنا أيام إذاً، للتأكُّد تماماً من سلامة أبناء منطقة التفجير من انتشار الفيروس في محيطهم جراء الاختلاط الكبير بسبب الكارثة التي استدعت إعلان بيروت منطقة منكوبة. آملاً أن يلتزم اللبنانيون الضوابط الصحية للوقاية من الوباء قبل أن تحل نكبة أخرى نحن في غنىً عنها في زحمة الأزمات هذه.