يومياً تصدر وزارة الصحة اللبنانية، رسوم بيانية حول انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) في كافة المناطق. ورغم ذلك يصِلُك بشكل دائم أخبار على "الواتساب" عن منطقة موبوءة هنا او أعداد "مخيفة" للمصابين بالفيروس هناك. واقعاً أكبر ازمات كورونا في لبنان، بعد الاستهتار بالإجراءات الوقائية .. نشر الشائعات.
قبل أيام انتشر خبر على وسائل التواصل عن تفشي سريع للفيروس في منطقة برج البراجنة. بدورها البلدية نفت وأصدرت بياناً أوضحت حقيقة الامر. في اليوم التالي خبر مفبرك آخر عن منطقة الغبيري، لا يصمد الخبر طويلاً أمام بيان وزارة الصحة، إلا أنّه خلّف رعباً وذعراً عند سكان المنطقة. وعلى هذا المنوال أخبار تنتشر يومياً دون تحديد مصدرها او دقة المعلومات فيها.
مدير خلية الأزمة في اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت الحاج زهير جلول، يشرح لموقع "كورونا نيوز" كيف تنتشر الشائعة. يقول جلول إن "مفبركين يختلقون الشائعات فيما يتكفل آخرون بتوزيعها على مجموعات وسائل التواصل الإجتماعي وخاصةً الواتساب. الناس تسعى الى "السبق" بتوزيع الخبر، ومن مجموعة الى أخرى تصبح الشائعة حقيقة، خاصةً إذا أُضيف إليها عبارات مثل "معلومات خاصة" و"مصادر من البلدية" وغيرها ..".
يضيف جلول إن "الضاحية جزء من لبنان ولبنان جزء من العالم، ومن يراقب الخط البياني للمصابين بفيروس كورونا يرى بوضوح تزايده، وهو أمر متوقع وطبيعي مع مراعاة اختلاف ظروف المناطق والبلدان". ويتابع: "نعم، الاصابات في الضاحية في تزايد لكن اجراءات الاتحاد والبلديات تواكب كل جديد". ويعود السّبب الرئيسي وراء انتشار الوباء الى التخالط الإجتماعي واسع النطاق خاصةً خلال الأعياد، وعدم التزام بعض المصابين بالحجر المنزلي، تحديداً من هم دون عوارض أو بعوارض خفيفة جداً.
وفي تقييم لانتشار الفيروس في منطقة الضاحية بشكل عام، يشير مدير خلية الأزمة في الاتحاد أنّ أغلب المصابين دون عوارض، ومن حالتهم تستدعي الإستشفاء قليلة جداً، مؤكداً أنّ البلديات تتواصل مع كافة المصابين وتراقب عملية حجرهم.
يلفت الحاج جلول الى أمر مهم تعاني منه البلديات في الضاحية، وهو الحالات المصابة بالفيروس التي تثبت إصابتها من خلال فحص PCR على نفقة المصاب الخاصة في المختبرات. ويشرح "نتائج المختبر يبلغ بها المريض مباشرة فور صدورها، لكنها تحتاج الى أيام لتصل الى البلدية بعد رفع المختبر تقريره الى وزارة الصحة، ثم إبلاغ الوزارة للبلدية. في هذه المهلة - التي قد تصل الى 3 أيّام - لا تعرف البلدية بالحالة، محذرةً من مخالطة آخرين ونقل العدوى لهم".
الحاج زهير جلول الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس بلدية برج البراجنة ومدير خلية الأزمة فيها، يؤكد لـ "كورونا نيوز" أنّ البرج تتابع حالياً ما يقارب 80 اصابة مؤكدة، فقط 3 منهم يستدعون الإستشفاء. ويضيف جميع المصابين معروفون لدينا بالأسماء وفق إحصاء يشمل الاسم والعنوان ورقم الهاتف وتاريخ الإصابة، لكن تبقى المشكلة عند المصابين الذين لا يعرفون أنّهم يحملون الفيروس وهؤلاء حكماً خارج الإحصاء.
يختم جلول حديثه لموقعنا بالتشديد على التحري عن الأخبار الصحيحة، والعودة حصراً الى بيانات وزارة الصحة والبلديات، ويقول "لا تأخذوا بالشائعات ولا تروّجوا لها، خاصةً على مجموعات الواتساب"، داعياً جميع سكان الضاحية لأخذ كل الإحتياطات اللّازمة لمكافحة انتشار الفيروس من الإلتزام بارتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي، ووقف الإحتفالات والتجمعات ذات طابع فرح أو حزن، والالتزام الكامل بقرار قيادتيّ حزب الله وحركة أمل بشأن إحياء المراسم العاشورائية. محذِّراً من أنّ الإستهتار سيزيد من أعداد المصابين حتى يبلغ الفيروس كبار السن ومن مناعتهم خفيفة ويودي بحياتهم!