إيمان مصطفى
تسجّل بلاد الأرز في الأيام الأخيرة أرقاماً قياسيةً في الإصابات بفيروس كورونا، إذ تشير الأرقام إلى أنّ لبنان سجّل في 6 أشهر الأولى نحو 5 آلاف إصابة، بينما سجل أكثر من 3500 إصابة منذ تاريخ إنفجار المرفأ في الرابع من آب الجاري حتّى اليوم، في حين تخطّى معدّل الإصابات اليومي حاجز الـ 400 إصابة. فما هو السيناريو المقبل عليه لبنان؟ وما المطلوب في هذه المرحلة؟
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) والمتخصّص في علوم الجزئييّات الذريّة والنانوتكنولوجيّا الدكتور محمد حميّة شدّد لموقع "كورونا نيوز" أنّه لم يعد عدّ الأرقام مهما بعدما خرجت الأوضاع عن السّيطرة، مؤكداً أنّنا نتّجه لتزايد الإصابات أكثر في الأيام المقبلة.
وتابع أنّ حاجز الإصابات سيتخطّى الـ 700 إصابة وسط الإنتشار التّام للفيروس في البلد على الأقل حتى نهاية عام 2020، لافتاً إلى أنّ مفعول الفيروس سيزداد ويقوى مع مرور الأيّام إذ أنّه يُقاتلنا بكلّ شراسة عبر تغيُّر الهيكلية النسبي الذي يقوم به بين الحين والآخر.
وإذ أشار حميّة إلى أنّ أمد الأزمة طويل في لبنان، اعتبر في المُقابل أنّ الأمل معقود على مفعول اللّقاح الروسي المزمَع إنتاجه قريباً، علماً أنّ نسبة اجتياز هذه المرحلة عالمياً بوجود اللّقاح الروسي لا تتعدى الـ 50%.
في سياق متّصل، قال حمية إنّ الأمل الأكبر سيكون بعد أن تصدر روسيا لقاحها فيتمّ إنتاج لقاحات في كلّ العالم وبالتّالي الوصول إلى لقاح موحّد، وهنا يمكننا بناء آمال بالسيطرة على الفيروس، قائلاً: "لكنّ هذا الموضوع لن يتمَّ قبل انتهاء هذه السنة، ممّا يعني - بحسب حمية- أنّ الالتزام بالإجراءات الوقائيّة وحده المنجي الآن".
الحلّ بالنسبة لحمية هو التأقلم، فلبنان دخل مرحلة الإنتشار الواسع ولن يعود بمقدوره العودة إلى الوراء، قائلاً: "لا حل سوى بالتأقلم مع كورونا التي أصبحت جزءاً من حياتنا وبالإلتزام بالإجراءات الوقائية من الكمامة والتباعد الإجتماعي وعدم الإختلاط".
وطالب نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) المعنيين بوضع قوانين عدلية من ضمنها التجريم وليس فقط دفع الرسوم المالية للمخالفين لإجراءات الوقاية لعلها تحدّ من الإختلاط الإجتماعي وخصوصاً في الأعراس والمآتم والمسابح والمطاعم والسهرات.
ودعا المواطنين للإلتزام بقوّة بهذه التوصيات في هذه المرحلة الحساسة جداً، مناشداً اياهم بالتّحلي بالوعي لاجتياز هذا القطوع.
كما شدّد حمية على ضرورة التخفيف من استخدام "المراوح" و"المكيفات" عند وجود جمع ضروري لعدد من الاشخاص لأنّ المروحة يمكنها تجفيف الهواء مما يخفف وزن الفيروس فيبقى في الجو أكثر من ثلاث ساعات وهذا عامل يسمح لانتقاله أكثر".