محمد كسرواني - خاص كورونا نيوز
بات انتظار تقرير وزارة الصحة العامّة المسائي حول أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) وأماكن تواجدهم أمراً مهمّاً يتابعه كل لبناني. فمع صدور التقرير ينتشر بسرعة على وسائل التواصل الإجتماعي مع سلسلة تحذيرات وتنبيهات، إما لارتفاع العدد اليومي، كما شهدنا خلال الأيام الماضية، وإما لأعداد الوفيات.
لكن المفارقة أنّه ومنذ 4 أيّام توقّف الرقم عن الإرتفاع نسبةً لما كان يزداد بالعشرات يومياً. فما السبب؟ وهل ارتفاع أعداد الوفيات، حتى بلغ إلى 12 حالة سبب خضّة أثارت الذّعر والهلع؟
مديرة مختبر الهادي الطبّي والأخصائية في الطبّ المخبري والجزيئي الدكتورة يمنى مراد ترى أنّ توقّف الرقم عن ارتفاعه وانحصاره دون الـ 700، يعود إلى رفع اللبنانيين مستوى الإجراءات الوقائية. وتضيف أرقام الإصابات اليومية أخافت الجميع، وأنذرتهم مجدداً أنّ الفيروس "ليس باللعبة"، وعليه عاد البعض لتجنّب الإختلاط ولبسوا الكمامات، وزادوا من التعقيم ما حدّ من نسبة الإنتشار السريع للوباء.
وفي حديث لموقع "كورونا نيوز" تشير الدكتورة مراد، أنّه وفق الأرقام لبنان اليوم في مرحلة الإنتشار، وقد تسبب فتح المطار وعودة المغتربين المصابين بالفيروس، وسوء اتباع إجراءات الحجر إلى تفشي الكورونا في لبنان، حتّى بلغت أعداد الوافدين المصابين اليومي أقل من 10، فيما أعداد المصابين المقيمين بالمئات.
وتلفت إلى معادلة بسيطة، أنّ ارتفاع عدد الحالات يسبّب ارتفاع نسبة معرفة اللبنانيين بذويهم المرضى، وبالتالي ارتفاع نسبة الوفيات، ما ينعكس مباشرةً على ارتفاع نسبة الهلع والخوف وهو الرادع الأوّل لرفع مستوى الوقاية واتّباع الإرشادات. عندها ينخفض الرقم اليومي، فيشعر اللبنانيون بالأمان وتعاد الكرّة مجدداً، متناسين أنّ المصابين لم يشفوا بعد وأنّ الرّقم سيبدأ إرتفاعه من حيث بلغ.
مديرة مختبر الهادي الطبي، المشارك في تتبُّع الحالات المصابة، تؤكِّد أنّ معدّل كل مريض يعدي اثنين إلى ثلاثة، لا يزال على حاله، لكنّ الإختلاف أنّ الإصابات مع بداية ظهور الوباء كانت تنحصر بعائلة صغيرة، اليوم نراه يتمدّد بين الأقارب والمجتمع الخارجي، وبالتّالي كل مصاب سيعدي اثنين أو ثلاثة وعليه تجري الأمور ..
وتختم الأخصائية في الطبّ المخبري والجزيئي الدكتورة يمنى مراد في حديثها لموقعنا أنّ الحل الأخير يكون بإيجاد اللقاح، الذي لن يتوفّر قبل نهاية العام الجاري، بحسب الشركات المصنّعة فهو لا يزال ضمن مرحلة التجربة. وحتى بداية العام 2021 تبدو الأمور سلبية، ما لم يلتزم اللبنانيون بالتباعد والكمامة والتعقيم .. وإلا في كلِّ عائلةٍ مصاب وفي كل عائلةٍ حالة وفاة!