خاص كورونا نيوز
يقترب فصل الخريف الذي يُعتبر موسماً لأمراض البرد والإنفلونزا هذا العام وسط تفشي فيروس كورونا. ولأنّ العوارض بين الإنفلونزا وكوفيد -19 تتشابه إلى حد كبير، يتساءل اللبنانيون كيف يمكننا التميز بينهما؟ وما هي الإجراءات الواجب اتباعها عند بَدء العوارض؟
مسؤولة دائرة الإرشاد والتثقيف الصحي في الهيئة الصحية الإسلامية لمى الحموي أوضحت أنّه لا يمكن التفرقة بين فيروس كورونا والإنفلونزا العادية عيادياً، مؤكِّدةً أنّ الفيروسين يتسببان بظهور أعراض متشابهة، كالحمى والسعال وآلام الرأس والعضلات والإرهاق. فعند إصابة الشخص بأي من المرضين، يعاني من الحرارة، والأمر نفسه ينطبق على احتقان الأنف والحلق، ولكن تكون هذه الأعراض خفيفة إلى حدًّ ما عند مريض الإنفلونزا، لكنّها تكون حادّةً وقويةً لدى مريض كورونا.
حموي أوضحت في حديثها لموقع "كورونا نيوز" أنّه يجب إجراء فحص الأنفلونزا في بَداية الأمر، فإن كانت النتيجة سلبية يتم إجراء فحص الكورونا، وعليه تُحدد الإصابة.
ووفقاً لحموي، فإنّ توصية الأطباء الأولى عند بَدء أي من هذه العوارض وقبل إجراء أي فحص هو التزام الحجر المنزلي وعدم مخالطة الآخرين، خصوصاً إذا كان المريض اختلط بأشخاص مجهولي الهوية لديهم احتمال الإصابة بكورونا من دون عوارض. والتوصية الثانية هي المراقبة، فقد تتطور الأعراض في حالة كورونا وتسوء مع مرور الوقت، في حين أنّها تتحسّن تدريجياً مع الحساسية أو الإنفلونزا.
وأكّدت حموي أنّه يتوجب على المريض فوراً التوجّه لطلب الرعاية الطبية في حال تفاقم العوارض، لافتةً إلى أنّ مدّة الحجر تستمر 13 يوماً، مُشيرةً إلى أنّه يجب عدم فك العزل إلّا بعد زوال العوارض بـ 3 أيام.
منظّمة الصحّة العالميّة
بالنسبة لمنظّمة الصحّة العالميّة، يسبب كلّ من فيروس كوفيد-19 وفيروس الإنفلونزا أعراضاً متشابهةً. فكلاهما يسبب مرضاً تنفسياً يتجلى في اعتلالات واسعة النطاق تتراوح من انعدام الأعراض أو الأعراض الخفيفة إلى المرض الوخيم.
ولكن وفقًا للمنظمة، سرعة الإنتقال تعدّ نقطة اختلاف هامةً بين الفيروسين. فمتوسط فترة حضانة فيروس الإنفلونزا (أي الفترة من لحظة العدوى حتى ظهور الأعراض) وكذلك فترة الفاصل التسلسلي (أي المدة الفاصلة بين الحالات المتعاقبة) كلتاهما أقصر من فيروس كوفيد-19. ففترة الفاصل التسلسلي لفيروس كوفيد-19 تُقدّر بين 5 و6 أيام، في حين تبلغ 3 أيام بالنسبة لفيروس الإنفلونزا. وهو ما يعني أن الإنفلونزا يمكن أن تنتشر بوتيرة أسرع من كوفيد-19.
وفي حين يتشابه طيف الأعراض التي يسببها الفيروسان، فإنّ نسبة المرض الوخيم تبدو مختلفة. فبالنسبة لفيروس كوفيد-19، تُشير البيانات إلى أنّ 80 في المائة من حالات العدوى إمّا خفيفة أو عديمة الأعراض، في حين أنّ 15 في المائة منها وخيمة وتتطلب التزويد بالأوكسجين، و5 في المائة منها حرجة وتتطلب التهوية. وهذه النسب من الإصابة بالعدوى الوخيمة والحرجة أعلى مما هو ملحوظ في حالات العدوى بالإنفلونزا.
ويبدو أنّ معدّل الوفيات الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19 أعلى من معدّل الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا، لا سيما الإنفلونزا الموسمية. وفي حين لن يتسنّى استيعاب معدل الوفيات الحقيقي لفيروس كوفيد-19 بشكل كامل قبل مرور فترة من الزمن، فإنّ البيانات المتاحة لدينا حتى الآن تشير إلى أنّ معدل الوفيات الخام (أي عدد الوفيات المبلّغ عنها مقسوماً على عدد الحالات المبلغ عنها) يتراوح بين 3 إلى 4 في المائة، أمّا معدّل الوفيات بالعدوى (أي عدد الوفيات المبلغ عنها مقسوماً على عدد العداوى الفعلية) فسيكون أقل من ذلك. وبالمقابل فإنّ معدّل الوفيات بالنسبة للإنفلونزا الموسمية أقل بكثير من 0.1 في المائة. غير أنّ الوفيات ترتبط إلى حدًّ كبير بالحصول على الرعاية الطبية وجودتها.