(غسان قانصوه/ خاص كورونا نيوز)
دخلت الهرمل منطقة خطر انتشار وباء كورونا وأصبحت في عين العاصفة بعد صدور نتائج pcr ، التي أظهرت إصابة ثلاثين شخصاً في المدينة بالوباء.
النتائج الصادمة ألقت بثقلها على الهرمل ، التي حافظت لأشهر طويلة على خلوِّها من الإصابات بفضل الإجراءات التي اتخذتها خليّة أزمة كورونا وعشرات المتطوعين في لجان التتبع والرصد ، الذين وصلوا ليلهم بنهارهم لإبعاد الكأس المرّة عن كامل القضاء.
طرقات المدينة الرئيسية والفرعية والأسواق بدت شبه خالية من السيارات والمارة الذين وإن تواجدوا التزموا الكمامات إلا من لم يقتنع بعد بوجود الوباء.
وجابت سيارة تحمل مكبرات الصوت جابت المدينة تدعو الأهالي لإلتزام منازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى ، والتزام الكمامة والتباعد الإجتماعي.
بلدية الهرمل عقدت اجتماعاً طارئاً على ضوء التطورات الخطيرة التي شهدتها منطقة الهرمل بعد ظهور عدد كبير من الحالات المصابة بالكورونا و اعتبرت تزايد أعداد المصابين مؤشراً يؤكد الإنتقال إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة تستلزم قرارات حاسمة تحدّ من تفاقم الوباء وانتشاره بشكلٍ سريعٍ وواسع.
وأكّدت البلدية على ضرورة التجاوب من قبل الجميع مع الفرق التطوعيّة المكلّفة بالتتبع و الترصّد و متابعة المصابين و المشتبه بإصابتهم، فاتْخذت في هذا الصدد مجموعة من القرارات التي تهدف للحدّ من تفشي الوباء بمواكبة ومؤازرة الجهات الأمنية والقضائية المختصّة والتي تقضي بما يلي:
أولاً: السماح بنشر اللوائح الرسميّة بأسماء المصابين الذين أثبتت الفحوصات الأولية التي أجريت لهم إصابتهم بالوباء بهدف أخذ العلم من قبل مخالطيهم للتنبّه و الخضوع للإجراءات اللازمة، واتخاذ أقصى درجات الحذر في التعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها إلى حين صدور نتائج الفحوصات على اعتبار أنّ الإصابة بالفيروس هو أمر طبيعي لا تترتّب عليه تهمة أو إحراج بل يتطلّب التعاطي بالوعي والحكمة.
ثانيًا: تمنّع البلدية إقامة أي نوع من أنواع التجمعات في المناسبات الإجتماعية و اعتبار أي تجاوز لهذا القرار من قبل المواطنين بمثابة مخالفة تعرّضهم للمساءلة القانونية.
ثالثاً: إلزام الأشخاص المصابين و المشتبه بإصابتهم بالحجر وفق الضوابط والشروط المطلوبة واعتبار أي تقصير او استهتار من قبلهم بمثابة مخالفة تعرضهم للمساءلة القانونية.
رابعاً : إلزام المحال التجارية والمقاهي والمطاعم التقيّد بالإجراءات الوقائية التالية:
- يمنع دخول أكثر من زبون في وقتٍ واحد إلى المحال مع التقيّد بارتداء الكمامة.
- يمنع استقبال أكثر من ٢٠ زبون في نفس الوقت في المقاهي والمطاعم مع التقيّد بارتداء الكمّامة وعدم جلوس أكثر من أربعة أشخاص على نفس الطاولة على أن يكون الفاصل بين الطاولة والأخرى ٣ أمتار، وأي مخالفة لتلك القرارات يتحمّل مسؤوليتها صاحب المنشأة وتفرض تسطير محاضر ضبط بحقه.
إنّ جميع هذه القرارات هي قرارات إلزامية ترعى تطبيقها كل من الشرطة و القوى الأمنيّة والعسكريّة والقضائية.
مدير مستشفى البتول وعضو خليّة أزمة كورونا في الهرمل علي شاهين أكّد"وجود الإصابات ، فهناك أربعة عشر إصابة مؤكدة وستة عشر إصابة أخرى بحاجة لإعادة الفحص خلال أربع وعشرين ساعة".
أضاف "بأنّ خلية الأزمة اجتمعت ليل أمس حيث تمَّ حصر الإصابات بحيّين في الهرمل ، وأنّ فريق الترصّد الوبائي في وزارة الصحة العامة والهيئة الصحية الإسلامية سيجرون الإثنين المقبل فحوصات pcr لمخالطي المصابين الثلاثين والعدد قد يتجاوز المئة وخمسين مخالطاً."
ويأمل شاهين من الأهالي "التزام الإجراءات الوقائية للعودة إلى المنطقة البيضاء في عدد الإصابات ، وهو أمر ممكن".
وينقسم أبناء الهرمل بين ملتزم بالإجراءات ومستهتر وغير مقتنع بوجود الوباء ، وسط عدم جدية إجراءات الأجهزة المعنية بتطبيق الإجراءات اللازمة وهو ما أكّده محمد عاصي المتطوّع في لجان الرصد والتتبع "والذي أخذ على القوى الأمنية عدم قيامه بما يلزم تجاه بعض المصابين والمخالطين وأولئك الذين لم يلتزموا الحجر الصحي".
بينما حمّلت الطالبة في الطب العام بنين حمادة "بعض الأهالي مسؤولية استهتارهم ، ودعت إلى إقفال النوادي والمقاهي والتزام عدم التخالط الإجتماعي والإبتعاد عن جميع المناسبات الإجتماعية".
ويؤمّل أن يلتزم الأهالي الإجراءات الوقائية الذي سيعيد الهرمل مجدداً إلى المنطقة البيضاء الخالية من إصابات كورونا ، وبالتالي الخروج من دائرة الخطر.