محمد كسرواني - خاص كورونا نيوز
عادت أرقام الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد-19) في لبنان لتتجاوز الـ 500 حالة يومياً. وبالرغم من أنّ تقارير وزارة الصحة العامّة لا تكتفي بتحديد الأعداد بل أماكن انتشارهم أيضاً، صدرت تقارير إعلامية ومنشورات على وسائل التواصل الإجتماعي تشكّك بالأعداد، متحدّثةً عن "خلط العيّنات" وإبلاغ كاذب للمصابين. فما حقيقة خلط العيّنات؟ وهل للعملية الطبية علاقة بتوفير المعدات والأموال؟ وما دور وزارة الصحة في هذا الصدد؟
مديرة مختبر الهادي الطبّي والأخصائية في الطبّ المخبري والجزيئي الدكتورة يمنى مراد، تشرح لموقع "كورونا نيوز" آلية الإجراء المختبري. تقول إنه عالمياً في المختبرات يوجد آلية للإسراع بتحليل نتائج أيّ وباء أو فيروس، وهو جمع أكثر من عينة وإجراء فحص واحد. في حال تبيّن الفحص سلبي (غير حامل للفيروس) فذلك يعني أنّ كل الفحوصات سلبية. وفي حال تبينت النتيجة إيجابية يُعاد الفحص لكل عينة على حدا.
وتشير الدكتورة مراد، إلى أنّ نفس الإجراء المختبري بدأ العمل به في لبنان بعد التواصل مع وزارة الصحة، وذلك بهدف زيادة عدد الفحوصات اليومي، وعدم قدرة المختبرات على مواصلة العمل طويلاً بنفس الجهد والتكلفة. وتضيف في حديثها لموقعنا: "نحن نستورد مواد الفحوصات من دول تعاني التفشي، ومع زيادة حاجتنا وحاجتهم لهذه المواد فنحن أمام مشكلة انقطاعها من السوق، لذلك "دمج العينات" أو ما يعرف باسم "Pooling"، من أفضل الوسائل لتخفيف التكلفة وزيادة أعداد الفحوصات اليومي.
وتلفت مديرة مختبر الهادي إلى أنّ بعض دول العالم لجأت لدمج مئات العيّنات سويّةً خاصّةً في الأماكن الشبه خالية من الوباء، أمّا في لبنان فيُصار إلى دمج 5 عيّنات كحدّ أقصى. وتقول: " الدمج يكون وفق قراءة استمارة المريض، فلا يصح دمج عيّنة لمريض يراقب تعافيه من الوباء مع مريض يسعى فقط للتأكّد من سلامته، لأنّ النتيجة ستكون حكماً إيجابية، وسنضطر لإعادة الفحوصات، لذلك الدمج يكون للحالات التي تشير قراءة استماراتها إلى أنّ إصابتها بالوباء شبه معدومة".
لا تنفي الدكتورة مراد حصول خطأ مختبري على قاعدة "جلّ من لا يُخطئ"، لكن بالمقابل اتباع الإجراءات الصحيحة في أخذ العيّنات وإتمام العمل المختبري بشكل دقيق كافي بأن يجعل نسبة الخطأ أقل من 1%.
وعن التواصل مع الوزارة، تؤكّد مديرة مختبر الهادي الطبّي والأخصائية في الطبّ المخبري والجزيئي الدكتورة يمنى مراد أنها ترسل إلى الوزارة تقريرها اليومي وفيه مصدر أخذ العينة. ومن ثمّ الوزارة تقوم بدراسة كل إستمارة تفادياً لتشابه أسماء بين المختبر والمستشفى التي أُجري فيها الفحص، مشدّدةً على أنّ أرقام وزارة الصحة دقيقة لجهة الأعداد وعدم تكرار أيّ حالة.