محمد كسرواني - خاص كورونا نيوز
مع اقتراب الموعد المحدّد لدخول الطلّاب إلى المدارس في لبنان، وبَدء الكادر التعليمي إجراءاته اللوجيستية بزيارة المدارس وإعداد الصفوف وبرامج الحصص الدراسية تتزايد المخاوف من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). أبرز المخاوف لدى الجميع تتلخّص بالتّقارب بين الطلّاب وإجراءات تعقيم الصفوف ومكاتب الدراسة، إضافةً إلى الإلتزام بلبس الكمّامات.
موقع "كورونا نيوز" سأل مسؤولة دائرة الإرشاد والتّثقيف الصحي في الهيئة الصحية الإسلامية لمى الحموي عن 3 نقاط أساسية: الكمامة، انتقال الفيروس عبر الأسطح والتعقيم، والتقارب بين الطلاب إذ يمكن ان يكون بينهم مصاب من دون عوارض ولا يعلم بإصابته.
تقول حموي إنّ كلّ الدراسات حول كورونا تؤكد انتقاله بالهواء، لمسافة تصل الى 3 أمتار، ويكون ذلك عبر التنفس الطبيعي والتحدث إضافة إلى السعال والعطاس. وتضيف يمكن لغرفة مغلقة او مكيفّة بوسائل إعادة تدوير الهواء (المكيف المنزلي) أن يسرّع نقل العدوى. فالسّلامة لا تحقّق كلياً سوى بفتح نوافذ الصفوف والسماح الدائم بتبدل الهواء، مشيرةً إلى تسجيل إصابات لعدّة أفراد اختلطوا ضمن غرفة واحدة وهم يرتدون الكمامات دون مراعاة تبدّل الهواء.
كمامة N95 وحدها القادرة على العزل الكلي لنفس الطالب
وتضيف مسؤولة دائرة الإرشاد والتّثقيف الصحي في الهيئة في حديثها لموقعنا أنّه وحدها كمامة N95 قادرة على العزل الكلي لنفس الطالب أو الأستاذ، لأنّ الكمّامة الطبية يدخل الهواء الخارجي بنسبة 20% دون المرور بها لأنّها مفتوحة من ناحية الخدين.
الكمّامة لا تحجب الأوكسيجين
وعما أُشيع مؤخّراً أنّ الكمّامة تحجب الأوكسيجين وقد تؤدّي للتسمّم من جرّاء استنشاق ثاني أوكسيد الكربون نتيجة الإرتداد، تنفي لما حموي تلك المعلومات وفق دراسات منظّمة الصحة العالمية. وتلفت إلى أنّ الكمّامة المزوّدة بالفيلتر تدخل من الهواء ما هو بحجم ذرّات الأوكسيجين ولا تدخل ما هو أكبر كفيروس كورونا إذ يبقى عالقاً على الغلاف الخارجي. وتؤكّد أنّ الكمّامة الجراحية تخدم لمدة 4 ساعات أقلّها إذا ما تعرّضت للعرق أو البلل أو التّلف (تمزق جزء منها).
وتقول حموي إنّه على الأهل أن يشتروا للطلاب كمّامة بنوعية جيدة، ويمكن شراء الكمامات القماشية التي تحتوي على فيلتر داخلي او من نوع (غليسيرين) إذ يحجب دخول الفيروس. وتُتابع: "وزارة التربية والتعليم طلبت من طلاب الصفوف الإبتدائية لبس واقي للوجه بدل الكمّامة علماً أنّه لا يؤمّن الحماية الكافية، أمّا الأطفال دون السنتين فممنوع ارتداء كمّامة بحسب منظمة الصحة العالمية.
الفيروس لا ينتقِل من الأسطح إلا ..
وعن إجراءات التّعقيم المفرطة في المدارس للطبقات والكتب والطلاب، تلفت حموي إلى أنّ بعضها غير ضروري، لأنّه بحسب آخر دراسات منظّمة الصّحّة العالميّة فالفيروس يعيش على الأسطح بين ساعات وأيّام، لكنّه تقِل فعّاليته بنسب كبيرة خلال ساعات خاصةً بعد جفاف المنطقة الملوّثة. وتلفت إلى أنّ طبقة الطّالب إذا ما تعدّدت استعمالاتها بين الطلّاب يكفي تعقيمها مرّة أسبوعياً، لكن يبقى الخطر – حالياً - في الحمّامات طالما لا دراسات نهائية حول انتقال الفيروس في الصّرف الصحي.