محمد كسرواني
لم يقتصر تأثير فيروس كورونا (كوفيد-19) على العوارض الجسديّة للمصابين فحسب، بل طالت حتّى وضعهم النّفسي، خاصّةً عندَ الأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة والنِساء الحوامل والأطفال.
الهيئة الصحيّة الإسلامية، وضمن خُطّتها لمواجهة الوباء العالمي، لاحظت ارتفاع في مستوى الضّغط النفسي عند جميع اللّبنانيين، معلّلة الظاهرة بالتغيُّر الروتيني للحياة اليوميّة والحجر المنزلي الطولي، وتوقّف القِطاعات السياحيّة وأغلب المصالح.
للغاية وضعت مديريّة الصّحة النفسيّة في الهيئة الصّحية الإسلامية، خطّة مكافحة نفسية للوباء، في ظلّ زيادة القلق عندَ المُصابين والمُخالطين، خاصّةً لجهة غموض مستقبل الفيروس وانتشار الشائِعات حولَه.
مسؤولة دائرة التّثقيف في المديرية والمُعالجة النفسيّة زينب قاسم أكّدَت لموقع "كورونا نيوز" أنّ أبرز التطوّرات النفسيّة السلبيّة لوحظت عند الأشخاص الذي يُعانون اكتئاب والوسواس القهري. معتبرةً أنّ فيروس كورونا عززّ حدّة الإضطراب عند هؤلاء المرضى ما استدعى اهتمام بالغ من قِبلنا.
وبالرّغم من أنّهُ التدخّل النفسي الأول من نوعِه، وضعت الصّحة النفسيّة آلية عمل سريعة. تقول قاسم إنّه خصّص خط ساخن النفسي 24/24 لتقديم الدّعم النّفسي للمرضى. فكانت المديريّة تُحصّل أرقام هواتف المُصابين من المستشفيات والبلديات وتتواصل معهم بشكل دوري لتقديم كل الدّعم. كما أنشأت غروبات على برنامج الواتساب ضمن مناطق المحجورين، تضمّنت جدول أنشطة لملأ الفراغ الذي يشعرون به.
وتُتابع في حديثها لموقعنا: "كان المرضى يقدّمون عبر الغروبات الدّعم المعنوي لبعضهم، وتقوم الهيئة بمُراقبة الغروبات وتتدخّل حيثُ تستدعي الحاجة، وقد تحيل بعضهم إلى مُعالج نفسيّ خاص".
وتُضيف مسؤولة دائرة التّثقيف في مديرية الصّحة النّفسيّة، أنّه جرى أيضاً التواصُل مع الفِرق الطبيّة في المستشفيات، لمعرفة الصعوبات التي يواجهونها مع المصابين وتعليمهم سُبُل تخطّيها، كما أعدّ كُتيّب يحمل كل التوجيهات التي قد يحتاجونها خلال عملهم.
أمّا عن الحوامل فكان يجري التّواصل الدّائم معهم في كافّة المناطق وتأمين مُعالج نفسي للتّخفيف عنهم وتجنيبهم أزمة التنقّل. وكذلك خصّص مُعالج نفسي يُتابع الأطفال، إذ يصعب على الطفل التعبير عن مشاعره ومخاوفه. لذلك كان يصار إلى مراقبة حركتهم المنزلية ودراستها ووضع آلية لمُعالجتها، كما أعدّت بروشورات تُساعد الأهل على التعامُل مع الأطفال (من عمر 4 إلى 7 سنوات)، لتعليم الطّفل مُكافحة الوباء وإجراءات التّعقيم وفق آلية تربوية بعيداً عن التّخويف الذي قد يُسبب لاحقاً أثر نفسي.
تختم المعالجة النفسيّة زينب قاسم حديثها لموقع "كورونا نيوز" بالتأكيد على استعداد دائرة الصّحة النفسيّة في الهيئة الصّحية الإسلامية تعاونها مع جميع المُصابين أو المُخالطين، مشيرةً إلى وجود سلسلة برامج تربوية نفسية لتخطّي ايّ أثر مهما كان بسيطاً، علماً أنّ المُتابعة تبقى سريّة وتنحصر بالمُعالج وهو ما يحتاجُه الجّميع لأنّ المرض والإصابة بالفيروس ليس عيباً، بل طبيعي وبديهي خاصّةً ما يصيب المحجور نفسيّاً من ملل وضجر وشعور بالعُزلة.
رقم الخط الساخن للتواصل مع الهيئة الصحية الإسلامية:
0096176736948
0096170754637