يَجمع الأطبّاء على أنّ عوارض فيروس كورونا (كوفيد-19) تختلف بين مصابٍ وآخر، حتّى أنّ بعض المُصابين بالوباء لا يُدركون ذلك وقد يشفُون منه دون معرِفتهم. فمِنهم من تتأزّم حالتَه الصحيّة، آخرون لا يَشعرون إلا بالحرارة والإرهاق، لكن أن يُصيب الفَيروس الجِهاز العَصبي ويحرم المُصاب من التّذوّق والشّمّ، فتِلك ظواهر نادرة في عالم الإلتهابات. فكيف يُصيب الكورونا جهازَنا العصبيّ؟ وهل يتلفُه أو يشلُّه بشكلٍ مؤقّت؟
تَشرح الأخصّائيّة في الأمراض الجُرثوميّة الدّكتورة ندى شمس الدّين لموقع "كورونا نيوز" عمل الفَيروسات وتأثيرها على الأعصاب. تقول شمس الدّين أنّ الفَيروسات تُصدر تركيبات كيميائيّة تُسبّب شلالاً مؤقّتاً للأعصاب، وفي حال كوفيد-19 تُصيب تَركيباتِه الكيميائية اعصاب حاستيّ التذوّق والشمّ، لذلك يفقدها المريض تدريجياً أو بشكلٍ مباشر مع الإصابة ويتعافى منها مع خروج تِلك التّركيبات من الأعصاب وليس مع الشّفاء (نتائج PCR سلبيّة).
وتُضيف الأخصّائيّة في الأمراض الجرثومية أنّ كوفيد-19 يَختلف عن باقي الفَيروسات بكثرة وتنوّع عوارضه، وليست كلها معلومة أو مُدرجة حتّى الآن، لذلك نجد دائماً عوارض جديدة بين المرضى خاصةً مع ارتفاع حالات الإصابة اليوميّة. وبالتّالي لا يُعاني كلّ المَرضى من العوارض ذاتها أو بِنفس الحدّة، لذلك نُلاحظ الفَرق بين فُقدان الحَواس بين مُصابٍ وآخر ومُهلة عودتها بعد خروج الفيروس من جَسد المُصاب.
تلف الأعصاب او شَلّها ..
أمّا عن تلف الأعصاب أو شلّها فتشرح الدّكتورة شمس الدين أن لا دراسات نهائيّة حتّى السّاعة، لكن بمجرد عودة الحواس ولو جزئياً إلى المُصاب، يعني أنّ الأعصاب تخضع للشّلل الجزئي وليس للتّلف، لكن الموضوع لا زال قيد الدِّراسة ويَحتاج إلى المزيد من الوقت ليُصبح نتيجة علميّة واضحة.
وتشير شمس الدين إلى عوارض أخرى بدأ المرضَى يُلاحِظونها، وهي حالات التّحسّس الجلدي، فبعض المرضى تظهر عليهم عوارض جديدة، ومن المُقرّر أن تُصدر منظّمة الصحّة العالميّة رأياً طبياً جديداً حول العوارض في الأسابيع المقبلة.
هل كورونا يتطوّر ..
تؤكِّد الأخصّائيّة في الأمراض الجرثوميّة الدّكتورة ندى شمس الدين أنّ كلّ فيروس يُطوّر أحماضَه النّوويّة، وفيروس كورونا قابلٌ للتّطور. لكن حتّى الآن وبحسب العوارض وكيفيّة العدوى والشِّفاء لا يوجد مُنعطف كبير في تطورّ الفيروس المُستجد كوفيد-19، لكنّ الأساس الوِقاية حتّى بيَان جميع تفاصيل الوَباء.