إيمان مصطفى
منذُ بَداية جائحة كورونا قام مُستشفى "الشّفاء" التّخصّصي بجهودٍ كبيرةٍ من مُنطلق مسؤوليّته عن الصّحة النفسيّة، فخصّص الخط السّاخن للإستشارات النّفسيّة المتعلّقة بالفيروس، إلى جانب سعيه في التّوعية والنّشر على صفحات التّواصل الإجتماعي من أجل الحدّ من أعراض القلق والتّوتّر في هذه المرحلة.
يقول المدير الطبّي في مُستشفى الشّفاء التّخصّصي الدّكتور حسن برجي إنّه "مع انتشار وباء كورونا عالميّاً ومحليّاً، قرّر مُستشفى الشّفاء تقديم شيء خاص يُعنى بالحالات النفسيّة المتعلّقة بمُصابي الفيروس في لبنان، ومن هنا كانت فكرة الخطّ السّاخن"، ويُضيف في حديثهِ لموقع "كورونا نيوز": "طرَحنا الفِكرة على 40 متطوّعاً من طلّاب اختصاص علم النّفس من الجّامعتين اللّبنانيّة والعربيّة، وخصّصنا 3 أرقام ساخنة، حيث يتمّ الرّد من قِبل الطّلاب على استفسارات مُصابي كورونا النفسيّة، ويتمّ تحويل الحالات المُحتاجة لتشخيص مختصّ إلى أطبّاء المُستشفى".
ويُشير د.برجي إلى أنّ "المُستشفى خصّصت 9 أطبّاء في خدمة المُصابين، وهم على استعداد لتقييم الحالة ومعالجتها مجّاناً حتّى الشّفاء". ويؤكّد أنّ "الأطبّاء يبذلون أضعاف جهدهم لعلاج الآلام التي تتعلّق بحالة المرضى النفسيّة".
د.برجي يلفت إلى أنّ "المُستشفى أيضاً دأبت بالعمل على نشر التّوعية من خلال الحملات الدّعائية والمنشورات، وتفعيل صفحتها على الفايسبوك، عبر تقديم الإرشادات للمواطنين الملتزمين بالحجر المنزلي لكيفيّة تمضية الوقت، ومساعدتهم لوضع خطّة للتّغلّب على الروتين والقلق الذي يسود في هذه الفترة، ونشر ألعاب تسلية مُفيدة للأطفال عبر الصّفحة".
وفي هذا الإطار يُساند مُستشفى الشّفاء التّخصّصي مراكز الحجر الصحيّة من خلال تقديم المشورات التي يجب اتباعها والأساليب الخاصّة لكسر الضّغوط النفسيّة التي يحملها مُصابو كورونا عند دخولهم فترة الحجر الصّحي.
ومنذ آذار الماضي، "قدّم الأطبّاء خدمات الطّب النّفسي والدّعم لـ 120 من مُصابي كوفيد -19"، بحسب برجي، الذي يشير إلى أنّ "الخط السّاخن يتلقّى 15 اتّصالاً كمعدّل يومي". ويشدّد المُدير الطّبّي في مُستشفى الشّفاء التّخصّصي على "أهميّة تقديم الدّعم النّفسي في لبنان بسبب تراكم الأزمات، فحالة القلق والتّوتّر والأفكار السلبيّة التي تجتاح البلد، تدفع بالسّؤال عن ضرورة الدّعم النّفسي للمرضى المحجور عليهم، وللمحجوزين منزليّاً، والذين يتلقّون العلاج في المُستشفيات، كي لا تستمرّ الأعراض النفسيّة حتّى بعد شِفائهم".