إيمان مصطفى
تَزايدَ في لبنان مؤخّراً الحديث عن علاج حَالات الإصابَة بفيروس كورونا المُستَجِد (كوفيد - 19) باستخدام البلازما، خصوصاً مع أعداد الإصابات اليوميّة المرتفِعة وغيَاب العِلاج واللّقاح. فكيف يتمّ العِلاج بِبلازمَا الدّم؟ وما هي شروط استخدامِه؟
مديرة مُختبر الهادي الطبّي والأخصائية في الطّبّ المَخبري والجُزَيئي الدّكتورة يُمنى مراد أوضَحت أنّه عندما يُصاب النّاس بكوفيد-19، يَستجيب الجِهاز المنَاعي بإنتاج أجسَام مُضادّة تُهاجم الفَيروس. وبمرُور الوقت، تتزايد الأجسام المُضادّة فيما يُعرف بالبلازمَا، وهي المُكوّن السّائل للدّم. ويَقوم عِلاج البلازمَا على أخْذ أجسَام مُضادّة من أشخاص أُصيبوا بالعَدوى لكنّهم تعافوا وحَقنها في مريض من نَفس فِئة الدّم.
شُروط استِخدام بلازمَا الدّم
مرَاد أكّدت أنّ هنَاك شروطاً يَجب تَوافرها لنجَاح هذه العمليّة، أوّلاً أن تكون نِسبة الأجسَام المُضادّة المَوجودة في بلازما المُتبرّع عاليَة حتّى يَستَفيد المَريض المُتلقّي منها، ويتمٍ كشف ذلك عبر فحص دمّ المُتبرّع، إلى جانب التّأكّد من عدم إصابة المُتبرّع بأي من الأمراض الأُخرى التي يُمكن أن تَنتَقل من شخصٍ لآخر عبرَ الدّم. ويَجب اختبار صحّة المُتبرّع للتّأكّد من سلامتِه خصوصاً من أمراضِ القَلب وقُدرَته على التبرّع.
طُرق التبرّع بالبلازمَا
وِفقاً لمرَاد، يَتمّ عِلاج البلازما عبر طريقَتين، إمّا أن يتبرّع المُتعَافي بوحدَة دمّ كامِلة، ويَتمّ فَصل البلازمَا في المُختَبر، وبهَذِه الحَالة يَستطيع المُتَعافي من فيروس كورونا التّبرّع كلّ شَهرين. وفي الحالة الثّانية، يَتبرّع المُتعافي فَقط بِبلازما الدّم مِن خِلال جِهاز خَاص يفصِل الدّم عن البلازما، وبذلك يَستطيع التبرّع مرّتين في الأسبوع. ولكن في لبنان، الأجهزة المُخصّصة لاقتِطاع البلازمَا من الدّم باهظة الثّمن خصوصاً في ظلّ أزمَة الدّولار وصرف اللّيرة، وبذلك فإنّها غير مُجدية في الوَقت الحَالي.
هل استخدام عِلاج البلازما آمِن؟
تقول مراد إنّ استخدام عِلاج البلازما يُعتبر آمِناً جداً في العَادة، إذ أنّ البَيانات أظهَرت انخفاضاً نسبياً في المَخاطِر، في حين لا يزال الجَدل قائِما بين الخُبراء حول مدى فاعليّته، وقد حذّر بعضهم من آثار جانبيّة لها. وحتّى الآن لا يوجد دِراسات دقيقة حول الموضوع، ولا يوجد حتّى معلومات واضحة حول الكميّة التي يجب أن يُحقن بها المَريض والوَقت الأنسَب لأَخذِها، وعَدد المرّات التي يجب أن يًحقن بِها.
وتُتابع: "ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ عِلاج البلازمَا يُفيد المُصاب وخصوصاً إذا تمّ حقنهُ في بَداية المَرض".