محمد كسرواني
بينما ترتَفع أعداد المُصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) سريعاً في لبنان والعالم، تستَكمل أهمّ الشّركات العالميّة رِحلة البَحث عن اللّقاح. حتّى السّاعة لا نتائج نهائيّة لنَجاح أيّ تجرُبة، ولا حتّى مَعلومات أو جَدول زَمني عن توفّر اللّقاح في الأسواق. فما آخر المُعطيات حول الدّراسات المَخبريّة؟ وماذا ينتظر لبنان إن وَجد اللّقاح قبلَ نِهاية العام الجَاري؟
يؤكّد الأستاذ والباحث في عِلم الفيروسات في الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) الدّكتور حسن زراقط أنّه حتّى السّاعة فقط 11 شركة عالميّة دخَلت المَراحل الأخيرة من تطوير لُقاح فَيروس كورونا. ففي أغلب الأحيان يحصَل مُعدّل فشل الدّراسات لإنتاج اللّقاحات إلى 90%، منها فشل بِنسبة 50% في المَرحلة الثّالثة (الأخيرة). فإنتاج لُقاح خاصّةً لفيروس مُستجِد أمرٌ صعب وإن تظافَرت الجهود الدّولية في البَحث.
ويُشير الدّكتور زراقط في حديث لموقع "كورونا نيوز" إلى أنّ إنتاج اللّقاحات يَحتاج لسنوات طويلة قد تصِل إلى 10 سنوات، ولا يُمكن اعتماده قبلَ إجراء الاختبارات على متطوّعين يَتراوح عددهم عادةً بين 3000 و6000 متطوّع. أمّا في لُقاح كورونا فقد وصَلت التّجارب إلى أكثر من 30000 متطوّع، وهو رقم ضخم ويُشير إلى سُرعة العمل في مجال الاختبار.
شركات أوقَفت مجال التّجارب ..
ويُضيف الباحث في علم الفيروسات أنّ "وِكالة الدّواء الأميركيّة اشترطت مُتابعة الشّركات المطوّرة للّقاح مُتابعة المتطوّعين لمدّة شهرين كبَند أساسيّ لإعطاء المُوافقة، معتبرةً أنّ معدّل نجاح أي لُقاح يحتاج إلى وِقاية من الفيروس تَصل إلى 50% من أعداد المتطوّعين". ويقول: "بعض الشّركات أوقفت مجال التّجارب بعدما ظهرت عوارض خطيرة على المتطوّعين، فكان لا بدّ من البحث إن كانت تلك العوارض ناتجةً عن اللّقاح أو مرض يُعانيه المريض مُسبقاً قبل الاستمرار في التجارب".
"لا معلومات دقيقة عن آخر تطوّرات البحث المَخبري لأنّ أغلب الشّركات لا تقدّم تفاصيل عن عملِها"، يقول الدّكتور زراقط لموقع "كورونا نيوز" ويُضيف "الشّركات في أميركا وأوروبا تقدّم تفاصيل أكثر من غيرِها من الدّول، وما هو معروف حتّى الآن إنّ بعض الشّركات وصلت إلى تجارُب على 36000 متطوّع للّقاح من جُرعتين، آلاف منهم تلقوا جُرعة واحدة حتّى الآن وآخرون لم يحصلوا بعد على أي لُقاح".
الموعد المرتَقب للّقاح ..
يؤكّد الأستاذ والباحث في علم الفيروسات في الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) الدّكتور حسن زراقط أنّه قبل نُهاية العام الحالي 2020 من الصّعب إيجاد أي لُقاح، ومع بَداية العام 2021 قد نجِد بعض اللّقاحات متوفّرة أو أقلّها أخذت مُوافقة أوليّة. ويضيف "نتوقع أنّه في نِهاية العام 2021 سيصل اللّقاح إلى 20% من سكّان الكرة الأرضيّة، إذا نجحت تجارب المرحلة الثّالثة التي تجريها الشّركات حالياً".
حصّة لبنان وكلفته ..
لبنان الذي حجز كميّة من اللّقاحات بالتّنسيق مع منظّمة الصّحة العالميّة ومبادرة كوفاكس "COVAX" المصمّمة لضَمان الوصول العادل إلى لُقاحات فيروس كورونا، من المُتوقع أن يصله اللّقاح إلى 20% فقط من سكّانه، على أن تكون مخصّصة للطّواقم الطبيْة والأفراد الأكثر عُرضةً للإصابة والكبار في السّن. ويقول الدكتور زراقط إنّ بعض الدّول العظمى حجزت لقاحات لـ 50% من سكّانها ومع أكثر من شركة عالميّة لضمان وصولها اللّقاح أوّلاً.
وعن سعر اللّقاح إذا توفّر في الأسواق العالميّة، يقول الأستاذ والباحث في علم الفيروسات إنّه سيوزّع مجّاناً للدّول التي دفعت وحجزت حصّتها، وفي لبنان من المفترض ان يتوفر مجّاناً لـ 20% من السكّان فقط أمّا الباقين فعليهم شراء اللّقاح، إذ يتوقّع أن تتراوح كلفته بين 20$ إلى 60$ حسب نوعه وعدد جُرعاته.
ويختم الدّكتور زراقط في حديثِه لموقع "كورونا نيوز" إنّ بين نجاح اللّقاح وإنتاجه وطرحه في السّوق مُهلة زمنيّة غير معلومة لكنّها لا تقلّ عن سنة، وإذا كان على جُرعتين فستكون آليّة التّوزيع معقّدة ومكلِفة، لذلك حتّى السّاعة الفيروس موجود وعلينا التّعايش معه وِفق الإجراءات الوِقائيّة اللّازمة.