إيمان مصطفى
كما هو معلوم فإنّ الشّتاء هو موسم البرد والأنفلونزا، بيد أنّ شِتاء لبنان هذا العام يحمِل في طيّاته خطرَ الإصابة بفيروس كورونا. إذ أنّنا أمامَ أشهرٍ قاسيةٍ يعيش فيها الفيروس بشكلٍ أفضل في البَرد، ويُساعد على انتقالِه قلّة التّهوئة في الأماكن المُغلقة حيثُ يَبحث النّاس عن الدّفء. فكيف يمكن أنْ نُحافظ على أنفُسنا من الإصابة بكورونا وبالفيروسات التنفّسيّة في ظلّ مخاوف انتشار أكبر لهذا الوَباء في شهري كانون الأوّل والثّاني؟
سؤال حمَله مَوقع "كورونا نيوز" إلى مَسؤولة دائرة الإرشاد والتّثقيف الصّحي في الهيئة الصحيّة الإسلامية لمى الحَموي التي تؤكّد أنّ الأنفلونزا مرض يُصيب الجِهاز التّنفسي ويتشابه في كثير من الأعراض مع فيروس كورونا، علماً أنّ نِسبة الوفيّات النّاتجة عن الأنفلونزا هي 0.1 %، في حين أنّ معدّل الوفيّات بفيروس كورونا المُستجد يترواح من 1% الى 3%. ولأنّ للأنفلونزا لُقاح وعلاج مُعتمد بعَكس فيروس كورونا، علينا أن نأخُذهما بنَفس مُستوى الجديّة عبر تطبيق الإجراءات الوقائيّة التي تحمينا من الإصابة بهما وبفيروسات الجهاز التنفّسي التي تنشَط في فصلِ الشّتاء بشكلٍ عام، حيثُ درجات الحرارة المنخفِضة.
تقول الحَموي إنّ "الإنعزال عن الآخرين ليس هو الخيار، بل إنّ المطلوب هو الحَذر في التّعامل مع الآخرين عبر تَرك المَسافة الآمنة وتجنّب الأشخاص اللّذين لديهم عوارض، فالرّذاذ الخارج من الفَم لحظَة السّعال هو الأخطر، لذلك من الضروري أيضاً ارتداء الكمّامة". وتُضيف: "عندَ ظهور أي عوارض علينا أن نتجنّب أي نَوع من الإختلاط حتّى نتبيّن لأي فِئة من الفَيروسات هذه العوارِض تَنتمي".
وتُضيف: "من الضّروري أيضاً غسل اليَدين وتعقيمِهما باستمرار، وذلك من أجل تجنّب وصول الفيروسات إلى الوَجه".
وتُتابع: "هذه الإرشادات التي كثُر الحديث عنها في الآوِنة الأخيرة، يجب أن تتَرافق مع تقوية مَناعة الجّسم التي تكون عبر اختيار نمط حياة صحّي، والذي يساعدُنا بشكلٍ كبيرٍ على الوِقايَة والشّفاء من أمراض مزمِنة ومؤقّتة تكون موجودة بالجّسم، ولكي نحمي أجسامَنا من هذه الأمراض، يجب أن يُصبح هذا النّمط جُزءاً لا يتجزّأ من عمرِ الإنسان، إذ أنّ العمل به لفترة وتركِه فترة أُخرى لا يَنفع".
وتلفت إلى أنّ "هذه المنَاعة قوامُها الغِذاء السّليم الكثير الأليَاف القليل الدّهون، مع التّركيز في فصل الشّتاء على الحِمضيات التي تَحتوي على فيتامين "C"، التي تُنشّط جهاز المناعَة وتُساعد في مُكافحة أعراض الأنفلونزا أو أي فيروس يُصيب الجهاز التنفّسي". كما يجب الحُصول على قدرٍ كافٍ من النّوم الذي يحمي الجِهاز العَصبي ويَرفع مَنظومة المَناعة، بالإضَافة إلى مُمارسة الرّياضة لما لها من فوائِد جمّة في تعزيز مناعَة الجّسم وتَنشيط الدّورة الدّمويّة بالحدّ الأدنى 15 دقيقة يومياً، إلى جانب شُرب كميّات وافرة من المِياه يومياً من 8 الى 10 أكواب يومياً. كما يجب الإبتعاد عن مصادر التّشنّج والقَلق والإكتئاب التي تخفّف المناعَة.