مختار حداد (صحافي - ايران)
منذ الأيام الأولى لانتشار فيروس كورونا في الصين والمخاوف حول تفشي هذا الوباء في العالم، اتخذت وزارة الصحة الإيرانية والجهات المعنية جميع الإجراءات اللازمة لمواجهته. وعند إعلان أول إصابة في البلاد بدأت اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا نشاطاتها في البلاد.
وتضم اللجنة المؤسسات والوزارات الحكومية المعنية والقوات المسلحة ويترأسها رئيس الجمهورية، فيما تلعب وزارة الصحة الدور المحوري في اللجنة في الاجراءات الصحية والوقائية.
كما أن للقوات المسلحة الإيرانية والتعبئة الشعبية دورا رئيسيا في إنجاز مهمات كإقامة المستشفيات الميدانية، مراكز النقاهة، بالاضافة الى تعقيم الشوارع. والأهم الدور الذي لعبته التعبئة في تنفيذ البرنامج الوطني لغربلة المواطنين، وإقامة مراكز صناعة المعدات الوقائية من الكمامات ومواد التعقيم، وتعقيم المساجد ومراكز البسيج بحضور الجيل الشاب إلى جانب الشركات والمؤسسات الإيرانية.
هذه نماذج فقط من تجسيد أبناء الشعب الإيراني لروح التضامن والوحدة في مثل هذه الأزمات، والتي جعلت من ايران اليوم نموذجًا لمجتمع حضاري يتعامل مع مثل هذه الأزمات بتعاون شعبي كبير.
والى جانب البرنامج الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة والذي يوفر المنتجات المعيشية بشكل كبير في المحلات، يوجد برنامج لتخفيف المعاناة عن العوائل الفقيرة وتخفيف الضغوط الاقتصادية على أصحاب العمل، بالاضافة الى المبادرات الشعبية كعدم اخذ ايجار البيوت او المحلات لشهر او ثلاثة أشهر وكذلك مبادرات المجموعات الشبابية والتعبئة لتوزيع السلع المعيشية والصحية للفقراء، ناهيك عن التعاون الكبير من جانب المواطنين مع قرارات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا.
واضافة الى كل هذه الجهود يجب الا ننسى جهود الكوادر الطبية الذين هم في الخط الامامي لمواجهة كورونا والذين قدموا ٤١ شهيد خدمة كما وصفهم الإمام السيد علي الخامنئي.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعد من الدول الرائدة في المجال العلمي والطبي تبذل جهودًا كبيرة في مجالات إنتاج الأدوية والمعدات والدراسات للتوصل إلى علاج ولقاح.
وبالرغم من العقوبات الأمريكية الجائرة اليوم تنتج معظم احتياجاتها في هذا المجال، واستطاعت كسر انحسار بعض هذه المنتجات التي كانت تمتلكها دول قليلة، وللمثال اليوم تستطيع ايران إنتاج العدة التشخيصية للفيروس بأجيالها الثلاثة.
جميع ما تم ذكره أعلاه، ذكره الإمام الخامنئي في كلمته للشعب يوم الخامس عشر من شهر شعبان، اذ قال إن مشاركة الشعب الايراني في مكافحة كورونا جسدت عمق ثقافته الاسلامية، فيما الثقافة الغربية تجسدت في المواجهة مع كورونا بتفريغ المتاجر والاستيلاء على كمامات مستوردة واقتناء اسلحة.
وبالتالي فإن الشعب الايراني تألق في اختبار المرض ووباء كورونا.